الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الفصـل الأول الإطار المنهجي للبحث

أولا. موضوع البحث

تعد الدراسات التي تتناول الموضوعات الخاصة بالتلفزيون من المجالات الرائدة والجديدة في عصر الاتصال الجماهيري وبدأت تلك الدراسات تأخذ اتجاهات جديدة ومعمقة لتناول ظواهر بدأت تنبثق عما يقدمه التلفزيون من برامج في المجالات المختلفة الاجتماعية والنفسية والسياسية.

وتتسم البحوث التي تناولت ما يتعلق بالتلفزيون بأهمية خاصة نظراً لاتساع حجم التعرض لهذه الوسيلة الاتصالية التي فاقت وتقدمت على نظيرتها من صحف وإذاعات ووسائل الاتصال الأخرى لذا يعتقد الباحثون المتصدون لهكذا دراسات أن التلفزيون بحكم انتشاره الواسع وقدرته العالية على الاستهواء والإقناع والتأثير أصبح من اللازم البحث عن وسائل لدراسة الأثر المنعكس منه والبحث عن وسائل للسيطرة والتحكم بتلك الآثار لاسيما السلبية منها والتي قد تترك وتتسبب بأضرار على الجمهور فيما يتعلق بالدعاية والقيم السلبية مثل العنف ومظاهر التأثر السلبي لبعض الجوانب والسلوكيات الثقافية التي تندرج في نطاق ما يسمى بالغزو الثقافي وكان لبرامج الأطفال حظ كبير من الاهتمام من قبل الأكاديميين والمؤسسات المعنية التي تبحث عن السبل الكفيلة بتوظيف التلفزيون ووسائله لتقديم الخدمة التربوية والاجتماعية للأطفال ودعم المؤسسات المعنية بالطفولة مثل المدرسة والعائلة والمجتمع فضلاً عن أن ذلك الاهتمام امتد إلى دراسة السبل الكفيلة بالحد من الآثار السلبية التي قد يتسبب بها التلفزيون أيضا فيما يتعلق بمستوى التحصيل الدراسي والتقليد والمحاكاة للسلوكيات السيئة التي قد تتدفق عبر التلفزيون ويتصدى هذا البحث لقضية بالمجمل تتناول التلفزيون ولاسيما برامج الأطفال في التلفزيون وهو يحدد ميداناً واضحاً يرتبط بالمخرجات التربوية التي تحملها برامج الأطفال او التي يمكن ان تسهم في إيصالها وترسيخها بين فئات هذه الشريحة الاجتماعية المهمة ومن بين مجالات عدة تطرحها تناولها برامج الأطفال على المستوى الترفيهي والتثقيفي والاجتماعي تم التركيز على المجال التربوي بوصفه ميداناً مرتبطاً ضمن حدود بعيدة عن التربية التقليدية التي تدعو لها كل من المدرسة والعائلة ومن ثم فأن هذا البحث يسعى ضمن ما يسعى إليه تسليط الأضواء على المجالات والسبل التي يمكن للمضامين التي تنقلها برامج الأطفال في مجال تعزيز القيم والسلوكيات التربوية واذا كان بالإمكان التحديد أكثر يمكن الإشارة إلى أن هذا البحث سيتصدى للاتجاهات التي قد تعنى المواقف والانعكاسات والسلوكيات المكتسبة والاستجابات الشرطية لكل ماله علاقة بالتربية وما تتضمنه برامج الأطفال.

وكان مجتمع البحث لهذه الدراسة يتناول إحدى القنوات الفضائية المتخصصة ببرامج الأطفال هي قناة mbc3 التابعة لشبكة (mbc) المملوكة لمستثمرين سعوديين والميزة الأساسية لهذه القناة والمعيار الأساس في اختيارها هو أنها متخصصة ببرامج الأطفال فضلاً عن افتراض إنها ذات مستوى ومشاهدة مرتفع كما تشير بعض الدراسات التي سيتم الإشارة إليها في مواضع لاحقة في هذه الدراسة.

ثانياً. أهمية البحث

تنطلق أهمية البحث من أهمية العنوان الذي يعد مجالاً وميداناً لهذا البحث والأهمية تعبر عن الحاجة للتصدي للموضوعات الإعلامية وتناولها عبر استخدام المنهج العلمي ويتيح تحديد أهمية البحث فرصة لتحديد موقع الدراسة أو البحث المجرى من نظرائه من البحوث الأخرى لذا تعد هذه الخطوة أساسية في تحديد موقع البحث وملامحه العامة والإشارة إلى خصوصيته في الميدان العلمي بشكل عام وفي الميدان الإعلامي بشكل خاص.

تنطلق أهمية هذا البحث من أنه يتناول ميداناً رائداً وجديداً يتعلق بالمضامين والاتجاهات التربوية لبرامج الأطفال إذ لم يتم التصدي لهكذا ميدان في العراق أو في الوطن العربي على حد معرفة واطلاع الباحث على الدراسات السابقة المتاحة.

وإن أهمية هذا البحث تنطلق من الحاجة إلى تناول ما يتعلق بالتربية والتضمينات البرامجية التي يمكن عبرها التأصيل والترسيخ للمفاهيم والقيم التربوية الأصيلة ومن جانب آخر تستند أهمية بحثنا هذا في انه يتناول قناة تشير دراسات عدة إلى إنها تحظى بقدر جيد من المشاهدة والمتابعة بين فئات الأطفال في العراق والوطن العربي فضلاً عن أنها قناة متخصصة في هذا الميدان وهي تسعى بشكل أو آخر إلى بناء شخصية الأطفال في المجالات التربوية والتثقيفية والاجتماعية.

لذا فإن هذا البحث سيكون بمثابة فرصة لتقويم ذلك الأداء وتلك الوظيفة وقياس مدى تحقق الأهداف ورصانة المضامين ومدى ارتباطها بالمجالات التربوية والمعرفية الأخرى.

ثالثا . مشكلة البحث :

تعد عملية اختيار مشكلة البحث من أهم المواضيع التي يجب أن ينتبه إليها الباحث بدقة، فإن الاختيار السليم لموضوع البحث له اثر كبير على قيمة البحث ذاته وأي خطأ او سوء تقدير في اختيار المشكلة قد يوقع الباحث في خطأ قد يؤدي بجهوده كاملة نحو الضياع. ([1])

إذ إن عملية تحديد المشكلة من الخطوات المهمة التي يقوم عليها البحث العلمي . وكثيراً ما تتشابك المشاكل وتتعقد لكن بالتشخيص السليم يمكن التوصل إلى المشكلة الحقيقية وتحديدها. ([2])

ويمكن تعريف المشكلة بأنها ((عبارة عن موقف غامض او قضية او مفهوم يحتاج إلى البحث والدراسة العلمية للوقوف على مقدماتها وبناء العلاقات بين عناصرها ونتائجها الحالية وإعادة صياغتها في ضوء نتائج الدراسة ووضعها في الإطار العلمي السليم)).([3])

وتتلخص مشكلة البحث هذا في أنه يتصدى لقضية او ظاهرة إعلامية لم يتم إخضاعها للتقويم والتحليل ضمن مستوى البحث الأكاديمي ومن ثم هناك حالة من الضبابية والغموض بشأن الجدوى والفاعلية والتأثير لتلك القناة على شريحة الأطفال فيما يتعلق بالمضامين والاتجاهات التربوية كما تستند مشكلة البحث إلى دراسة وتحليل البرامج الخاصة بالأطفال المعروضة عبر قناة mbc3 ومحاولة معرفة مدى انسجامها مع الاتجاهات التربوية الحديثة السائدة في مجال التربية والتعليم في العراق والوطن العربي والعالم كما ان هذا البحث يقوم على قياس مدى فاعلية الخطاب الموجه للأطفال والمنقول عبر وسائل الإعلام المختلفة لاسيما التلفزيون منها.

رابعاً. أهداف البحث

يسعى البحث إلى تحقيق مجموعة من الأهداف والتي يمكن عرضها على وفق الأتي.

1. تحديد الزمن المخصص لبرامج الأطفال ذات المضامين التربوية التي عرضتها قناة mbc3.

2. تشخيص الفئات العمرية التي تسعى برامج الأطفال في قناة mbc3 إلى التوجه إليها ومخاطبتها.

3. الوقوف على الموضوعات وميادين المعرفة التي تناولتها برامج الأطفال في قناةmbc3 .

4. تحديد الأهداف التربوية التي سعت قناة mbc3 إلى تحقيقها.

5. تشخيص القوالب الفنية التي جسدتها برامج الأطفال ذات المضامين التربوية في قناة mbc3.

6. الوقوف على اهم المجالات التربوية التي تم تأكيدها عبر برامج الأطفال ذات الأبعاد التربوية في قناة mbc3.

7. تشخيص مجالات البيئة الجغرافية الخاصة لموضوعات برامج الأطفال ذات البعد التربوي.

8. تحديد الاتجاهات التربوية التي عكستها وجسدتها برامج الأطفال في قناة mbc3.

خامساً . منهج البحث ونوعه

يعرف المنهج العلمي بأنه ((أسلوب منظم للتفكير يعتمد على الملاحظة العلمية والحقائق والبيانات لدراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية دراسة موضوعية بعيدة عن الميول والأهواء الشخصية للوصول إلى حقائق علمية يمكن تعميمها والقياس عليها)). ([4])

ويعد هذا البحث وصفياً من حيث النوع وهو ما ينسجم بشكل علمي مع متطلباته وهذه الظاهرة وتقوم البحوث الوصفية على
((وصف ظاهرة من الظواهر للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة والعوامل التي تتحكم فيها واستخلاص النتائج لتعميمها وذلك من اجل تجميع البيانات وتنظيمها وتحليلها)). ([5])

كما إن البحث اعتمد المنهج المسحي الذي يتيح إمكانية مسح الظاهرة الاتصالية لاسيما ما يتعلق بالرسالة التي تجسدها برامج الأطفال عن طريق سياقات وآليات تحليل تتيح تحويل المضمون إلى وحدات وفئات قابلة للعد .

والقياس لغرض التنظيم والتفسير والمنهج المسحي هو ((الطريقة أو الأسلوب الأمثل لجمع المعلومات من مصادرها الأولية، وعرض هذه البيانات في صورة يمكن الاستفادة منها سواء في بناء قاعدة معرفية أو تحقيق فروض الدراسة أو تساؤلاتها)). ([6])

كما استخدم البحث طريقة تحليل المضمون التي سيتم الإشارة إليها ضمن خطوات وإجراءات التحليل وهي الطريقة الكفيلة للتصدي لمضامين برامج الأطفال والكشف عن الاتجاهات التربوية فيها عن طريق استخدام التحليل وفئاته وصولاً إلى تنظيم البيانات وتحويلها من دلالات رقمية إلى دلالات معنوية.

سادساً. طرق وأدوات البحث

استعان البحث بمجموعة من الطرق والأدوات في سياق إخضاع ميدان البحث للتحليل والدراسة ومن ابرز تلك الطرق والأدوات ما يلي:

1. الملاحظة:

تعرف الملاحظة إنها((المشاهدة الدقيقة لظاهرة من الظاهرات او لمجموعة منها بالاستعانة بالأدوات والأجهزة والأساليب التي تتفق مع طبيعة هذه الظاهرة بهدف معرفة صفاتها وخواصها والعوامل الداخلة فيها)).([7])

وقد استخدم الباحث الملاحظة عن طريق متابعة البرامج في القناة في أثناء مدة عينة البحث فضلاً عن ملاحظات عينة خاصة من الأطفال في أثناء مشاهدتهم لتلك البرامج وتسجيل تلك الملاحظات.

2- الاستبيان (استمارة التحليل )

يعرف الاستبيان بأنه ((عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي توجه إلى مجتمع البحث تصاغ بطريقة فنية معينة تدور حول جوانب الظاهرة المدروسة وتساعد الإجابات الواردة عليها في اختيار وتحقيق الفروض التي يضعها الباحث)). ([8])

وقد استخدم الباحث استمارة التحليل في إطار بناء المقياس الخاص بتحليل الاتجاهات التربوية لبرامج الأطفال في قناة mbc3 عن طريق الاطلاع على المقاييس المستخدمة في الدراسات السابقة ومحاولة إيجاد مقياس يجمع تلك المشتركات في تلك المقاييس ويتضمن المحاور الأساسية لتحليل تلك البرامج المعروضة فيما يتعلق بالبرامج التربوية فيها وتجسد ذلك في بناء استمارة أولية لمتابعة البرامج المعروضة وتسجيل البيانات الخاصة بها فضلاً عن بناء مقياس آخر لتوثيق وتثبيت الدلالات والمؤشرات الخاصة لكل فئة من الفئات وقد جرى إخضاع ذلك المقياس إلى التحكيم وإجراءات الصدق والثبات وتم الإشارة إليه لاحقاً ضمن إجراءات تحليل مضمون تلك البرامج.

سابعاً. مجتمع البحث وعينته

تقتضي البحوث العلمية تحديد المقطع أو المجال الذي سيتم إخضاعه للقياس والتحليل بهدف استخراج المؤشرات الرقمية والدلالات المعرفية الخاصة بالبحث.

وتعد عملية اختيار مجتمع البحث من الخطوات المهمة والأساسية والتي قد تتحكم في نتائج ودقة المؤشرات المستنبطة من البحث بوصفها ركناً أساسياً في البحوث العلمية ويعرف مجتمع البحث بأنه ((جميع مفردات أو وحدات الظاهرة أو موضوع الدراسة سواء ان المجتمع مكون من أوزان أو أفراد أو سلع أو مزارع في منطقة معينة)) ([9])

ويتجسد مجتمع البحث هنا في قناة mbc3 والتي تمثل إحدى القنوات المتخصصة في برامج الأطفال بشكل عام كما أن البرامج المعروضة عبر القناة ذاتها والتي هي الأخرى تخاطب شريحة الأطفال للدورة البرامجية الشتوية من عام 2008 تمثل هي الأخرى مجتمع البحث في سياق التقصي عن الاتجاهات التربوية في تلك البرامج لذا فإن القناة وما تقدمه من برامج تجسدان مجتمع البحث بالمعنى العام .

أما عن عينة البحث فقد تم اختيار مفردة محددة من المجتمع الواسع وبطريقة ما يسمى بالعينة الدائرية والتي تتمثل في اختيار شهر صناعي تم سحبه من الدورة البرامجية التي امتدت للمدة من 1/10/2008 ولغاية 31/12/2008.

وبأسلوب تمثل في اختيار الأيام العشرة الأولى من الشهر الأول والأيام العشرة الثانية من الشهر الثاني والأيام العشرة الثالثة من الشهر الثالث وبالمجمل بلغت أيام العينة ثلاثين يوماً وهو ما جسد ما يسمى بالشهر الصناعي وهذا الأسلوب في اختبار العينات يستخدم على نطاق واسع في البحوث التي تتناول برامج الإذاعة والتلفزيون.


ثامناً. مجالات البحث

يتخذ البحث في سياقه الميداني مجالين أساسيين هما كالآتي :-

‌أ. المجال الزماني: يتناول البحث الاتجاهات التربوية لبرامج الأطفال في قناة mbc3 المعروضة في أثناء المدة من 1/10/2008 لغاية 31/12/2008 وهي تمثل دورة برامجية أمدها ثلاثة أشهر وهي الوحدة القياسية للخطة البرامجية قصيرة الأمد ومن خلال الأشهر الثلاث تم سحب عشرة أيام من كل شهر وفق متطلبات العينة الدائرية التي يتم الإشارة إليها في محور البحث الخاص في مجتمع البحث عينته وبموجب ما تقدم تم حصر برامج الأطفال المقدمة في قناة mbc3 في الشهر الصناعي المستخرج من الأشهر الثلاثة التي مثلت مجتمع البحث.

‌ب. المجال المكاني : لا يحدد البحث مجالاً جغرافيا بعينه وإنما يتناول قناة mbc3 والبرامج المخصصة للأطفال التي تعرضها والتي خضعت للتحليل لاسيما ما يتعلق منها بالاتجاهات التربوية وبذلك تكون القناة وبرامج الأطفال المعروضة فيها هي التي تمثل المجال المكاني للبحث.

تاسعاًً. الدراسات السابقة

يسعى الباحث إلى البحث عن الدراسات السابقة التي درست وتناولت برامج الأطفال في التلفزيون للتعرف على نتائج الدراسات السابقة والتوصيات التي توصلت إليها لمعرفة ما بدأ به الباحثون وما انتهوا إليه لتحديد موقع البحث الحالي مقارنة بالبحوث الأخرى. ومن ابرز هذه البحوث التي تمكن الباحث من الوصول إليها هي ما يأتي:-

1- دراسة شبيب([10])

ركزت هذه الدراسة على القيم السائدة في الإعلانات الموجهة للأطفال لان الطفل مكون مهم من مكونات المجتمع كما تكمن الاهمية في الاعلانات التلفزيونية التي اصبحت صناعتها والانفاق عليها يفوق على الكثير من الرسائل الإعلامية. وقد عمدت الدراسة إلى توضيح أبعاد المشكلة المتمثلة بالسعي لاكتشاف الإعلانات التلفزيونية الموجهة للأطفال هل تتضمن مضموناً تربوياً وما القيم السائدة في مضمون هذه الإعلانات وما نوع القيم التي تضمنتها الرسالة الإعلانية الموجهة للطفل سلباً وايجاباً

وقد اعتمدت الباحثة على المنهج المسحي لانه يتسم بخطواته العلمية الدقيقة واتساع نطاقه ويهدف الى توفير البيانات والحقائق عن المشكلة والوقوف على دلالالتها .

ولقد توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج كان أهمها:-

1- تقديم القيم الاعلانية بطريقة مشوقة وجذابة بسبب التطور التقني والفني في مجال تكنولوجيا الاتصال .

2- يعمل الاعلان على التجديد في ثقافة الطفل السائدة عن طريق ادخال مفاهيم وسلوكيات جديدة.

3- اعلاء القيم الجمالية المتعلقة بالمظهر دون ان يقابلها ما يحث على الاهتمام بالعقل والفكر.

4- تعزيز بعض القيم المرفوضة في الثقافة العربية مثل تقليد سلوك الكبار والزهو بالنفس.

5- ربط حب الاسرة لابنائها بالامور المادية في ضوء حرص الاهل على تقديم كل ماهو محبب لديهم من ماكل.

2- دراسة الصديد([11])

ركزت هذه الدراسة على اتجاهات برامج الأطفال في قناة الشارقة لأنها مهتمة بالثقافة العربية الإسلامية ومدى تأثير ذلك التوجه الثقافي على الخطاب التلفزيوني الموجه للأطفال في تلك القناة ومدى ملأمة ذلك الخطاب لاستعداد الأطفال في ظل وجود اختيارات متعددة وقنوات متعددة تقدم مضامين ثقافية باتجاهات متعددة. وقد عمدت الدراسة إلى توضيح إبعاد المشكلة المتمثلة بالسعي لاكتشاف السمات العامة والخاصة للخطاب التلفزيوني الموجه للأطفال عبر قناة الشارقة وتحديد ملامحه الرئيسة والكشف عن الأهداف والقيم والاتجاهات والمدى الذي يمكن عن طريقه أن تؤدي تلك البرامج أهدافها في المجالين الثقافي والإجتماعي.

وقد اعتمد الباحث على المنهج المسحي لانه يرى انه الأنسب لبحثه فهو يساعد في دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الإحداث أو مجموعة من الأوضاع واستعان الباحث بالدراسات الوصفية عن طريق دراسة الظاهرة بزمنها المحدد.

ولقد توصل الباحث إلى جملة من النتائج كان أهمها:-

‌أ. ضعف الاهتمام بالزمن المخصص لبرامج الأطفال في قناة الشارقة الفضائية قياساً بالبرامج الاخرى، إذ لم تشكل برامج الاطفال سوى (5.34٪) من إجمالي زمن البرامج. وكانت النسبة الاساسية من تلك البرامج مخصصة لبرامج الرسوم المتحركة التي احتلت المرتبة الاولى من حيث الزمن بواقع (30٪) من إجمالي زمن برامج الاطفال.

‌ب. التركيز العالي على أن تعتمد برامج الاطفال المقدمة في قناة الشارقة الفضائية على اللغة العربية الفصيحة في محاولة للابقاء على القيمة الثقافية لهذه اللغة وتعزيزيها لدى الاطفال، وقد أظهرت النتائج أن (83٪) من برامج الاطفال كانت تتحدث بلغة عربية فصيحة مباشرة، وفي البرامج الاخرى التي شغلت (17٪) كانت هي الأخرى بلغة فصيحة لكن بأسلوب الدبلجة.

‌ج. الاهتمام الواضح من قبل القائمين على تنسيق البرامج في قناة الشارقة على عرض برامج الاطفال صباحاً وما بعد الظهيرة وذلك إنسجاماً مع الظروف التي يمكن للاطفال عن طريقها متابعة برامجهم إذ تمثل الظهيرة الموعد الذي يعودون فيه من مدارسهم الى منازلهم، والعرض الصباحي هو المناسب للمشاهدة في أثناء العطلة الصيفية فيما يخص الأطفال.

‌د. أظهرت النتائج أن العدد الأكبر من برامج الاطفال المعروضة في قناة الشارقة الفضائية كانت تستهدف الاطفال في سن ما قبل المدرسة لا سيما (2-5) سنوات، إذ أظهرت النتائج أن (49٪) من البرامج كانت موجهة الى تلك الشريحة التي لم تدخل المدرسة.

‌ه. الاهتمام الواضح من قبل برامج الاطفال في قناة الشارقة الفضائية بتجسيد (الحيوانات) بوصفها شخصيات محورية في تلك البرامج إذ ظهر ذلك التجسيد في (37٪) من برامج الاطفال وهو ما جاء في المرتبة الثانية وفي ذلك إتجاه واضح نحو تنمية خيال الطفل وتقريب العوالم البعيدة عن بيئته وحياته اليومية وتصويرها بما يسمح له تقمص ما هو أيجابي منها من سلوك وأفكار.

3- دراسة السامرائي([12]):-

جاءت هذه الدراسة لتوضح طبيعة المكتسبات التي تتركها في عقول ونفوس الاطفال بصورة عامة ومشاهد العنف في تلك البرامج بصورة خاصة، إذ عمدت الدراسة إلى توضيح أبعاد المشكلة المتمثلة بكم وزمن مشاهد العنف في برامج الاطفال التلفزيونية و طبيعة الشخصيات التي تمارس العنف ونوع واشكال ووظائف العنف في هذه المشاهد.

ولقد سعت هذه الدراسة الى تحقيق جملة من الاهداف أهمها:

1. معرفة برامج الاطفال المقدمة عبر التلفزيون.

2. التوصل الى مؤشرات علمية تسهم في الحد من الآثار السلبية لمشاهد العنف في برامج الاطفال.

وقد أعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي وأسلوب تحليل المضمون لتحليل أبعاد مشكلة الدراسة وتوصلت الى جملة من النتائج أهمها:-

1. بلغ الزمن الكلي لعرض برامج الاطفال التلفزيونية (1155) دقيقة أي (19) ساعة و(15) دقيقة.

2. بلغت النسبة المئوية لعرض مشاهد العنف في برامج الاطفال عينة الدراسة (40%).

3. أحتلت فقرة (الدفاع عن النفس) المرتبة الاولى في الوظائف الايجابية للعنف المقدم ضمن برامج الأطفال.

4. أحتلت فقرة (الإستيلاء على حقوق الاخرين) المرتبة الاولى فيما يتعلق بالوظائف السلبية للعنف في برامج الاطفال.

4- دراسة السامرائي([13]):-

جاءت الدراسة لتؤكد أهمية بناء ثقافة متوازنة للطفل والنهوض بما يقدم له من برامج لتطوير معلوماته وجعله قادراً على إستيعاب أحداث العالم من حوله.

أعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي في تحليل برامج الأطفال وعلاقتها بثقافة الطفل وتوصلت إلى النتائج الخاصة بتقويم برامج الأطفال وكانت أبرزها:-

1. لم يلتزم تلفزيون العراق بوقت محدد بعرض المسلسلات الكارتونية المدبلجة والمترجمة.

2. تفوق برامج الاطفال الأجنبية المعروضة في تلفزيون العراق على مثيلاتها من البرامج المحلية.

3. التركيز في برامج الأطفال ذات الإنتاج المحلي على الموضوعات التراثية والتاريخية لتعزيز الثقافة العربية والإسلامية لدى الأطفال.

5- دراسة مندوب([14]):-

الموضوع الأساس الذي ركزت عليه هذه الدراسة هو التلفزيون ودوره التربوي في حياة الطفل العراقي وكان الجانب الميداني المعيار الأساس لهذه الدراسة فضلاً عما تضمنته من فصول نظرية تناولت الاثار التربوية للتلفزيون على الاطفال وطبيعة التخطيط البرامجي والأطوار العمرية للطفولة، فإن التركيز الأساس لهذه الدراسة كان ينصب أيضاً على التطبيق الميداني لهذا أستخدم الباحث طريقة تحليل المضمون عندما أخضع عينة من برامج الاطفال للتحليل ضمن مدة زمنية تمثلت في دورة برامجية كاملة في التلفزيون أمدها ثلاثة أشهر وأعقبها بدراسة ميدانية لمدة لاحقة ومماثلة عبر تصميم ثلاث إستمارات "مقابلة" طبقت على مجتمع الدراسة من الاطفال وأولياء أمورهم ومعلميهم ومعلماتهم.

فأستخدم أساليب منهجية عدة في آن واحد، فقد أستخدم تحليل المضمون الى جانب القيام بمسح شامل لبرامج الاطفال في التلفزيون وتم إستخدام المنهج الوصفي الاستطلاعي عن طريق أسلوب الدراسة الميدانية لإستطلاع ارآء عينة من أطفال المدارس الابتدائية في محافظة بغداد للصفوف الثلاثة الاخيرة فضلاً عن أولياء أمورهم ومعلميهم ومعلماتهم بشأن البرامج التي يشاهدونها في التلفزيون، كما أستخدمت العينة العشوائية الطبقية المتعددة المراحل لتحقيق متطلبات الدراسة الميدانية بوصفها أكثر ملأمة لمجتمع الدراسة متباين الخصائص.

وتوصل الباحث في نهاية الدراسة الى مجموعة من النتائج أهمها الأتي:-

1. أوضحت النتائج المتصلة بتحليل المضمون أن المدة الزمنية اليومية المحددة لبرامج الاطفال في تلفزيون الجمهورية العراقية تشكل فيما يخص مدة البث البرامجي الكلية بالدقائق نسبة مئوية مقدارها (12.5%).

2. أنعدام دور الاطفال في إعداد البرامج المخصصة لهم ومحدودية هذا الدور في تقديم البرامج كما أتضح من نتائج تحليل المضمون، إذ إن الكبار ينفردون في إعداد تلك البرامج والغالبية منهم تتولى تقديمها.

3. إن نسبة الانتاج البرامجي العراقي المخصص للأطفال عبر التلفزيون لا يشكل سوى (31.12%) فيما يخص برامج الأطفال المستوردة في أثناء المدة التي حددت لدراسة تحليل المضمون.

4. أتضح تركيز برامج الاطفال العراقية في التلفزيون على (32) قيمة في أثناء المدة التي خضعت لتحليل المضمون إذ كانت الأولوية فيها الى مجموعة القيم السياسية من بين مجاميع القيم المصنفة الأخرى.

5. أشارت نتائج الدراسة الميدانية الى أن 100% من الاطفال يشاهدون برامج التلفزيون بدون إستثناء وهذا يعني أنهم يشاهدون برامج الكبار فضلاعن البرامج المخصصة لهم.



(1) كامل حسون القيم، مناهج وأساليب كتابة البحث العلمي في الدراسات الإنسانية، بغداد، السيماء للتصاميم والطباعة، 2006، ص156.

(1) محمد الصاوي محمد مبارك، البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته، القاهرة، المكتبة الاكاديمية، 1982، ص19.

(2) محمد عبد الحميد،البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، القاهرة، عالم الكتب، 2000، ص70.

(1) احمد حسين الرفاعي، مناهج البحث العلمي، تطبيقات إدارية واقتصادية ، ط5، عمان ، دار وائل للنشر والتوزيع، 2007، ص61-62.

(1) محمد الصاوي محمد مبارك، مصدر سابق ، ص30.

(2) عدنان عوض، مناهج البحث العلمي، عمان، جامعة القدس المفتوحة ، 1994، ص78.

(3) كامل حسون القيم، مصدر سابق ، ص130.

(1) شعبان عبد العزيز خليفة، المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية ، 1997، ص138.

(1) كامل حسون القيم،مصدر سابق،ص137

(1) هدى مالك شبيب، القيم السائدة في الإعلانات الموجهة للأطفال، أطروحة دكتوراه ، غير منشورة،قسم العلاقات العامة، كلية الإعلام، جامعة بغداد، 2009.

(1) سعود مالك كنعان الصديد، اتجاهات برامج الاطفال في قناة الشارقة الفضائية ، رسالة ما جستير، غير منشورة،قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية، كلية الاعلام، جامعة بغداد، 2006.

([12] ) أسيل وليد عبد اللطيف، العنف وبرامج الاطفال التلفزيونية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية، كلية الاعلام، جامعة بغداد، 2002.

([13] ) أسيل وليد عبد اللطيف، برامج الأطفال في تلفزيون العراق، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاعلام، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1996.

([14] ) مظفر مندوب، التلفزيون وأثره التربوي في حياة الطفل العراقي، رسالة ماجستير منشورة، كلية الاعلام، جامعة القاهرة، 1980.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق