الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الفصـل الثالث

المبحث الأول

برامج الأطفال في التلفزيون

أولاً. الخصائص الاتصالية والنفسية للتلفزيون

يعد التلفزيون من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية المعاصرة إذ يتفوق عليها جميعاً بقدرته على جذب الانتباه والإبهار وشده التأثير فهو يجمع مزايا الإذاعة الصوتية (الراديو) من إذ الصوت ومزايا السينما من إذ الصورة واللون ومزايا المسرح من إذ الحركة التي تضفي الحيوية على المشاهد الذي يعرضها التلفزيون الذي اخذ في التقدم السريع منذ ان نجح احد الباحثين في إرسال صورة التلفزيون بالدائرة المغلقة من واشنطن الى نيويورك في عام1927. ([1])

حتى اصبح من الصعب ان يخلو البيت منه، ومن النادر ان يمر اليوم على الفرد دون ان يمضي وقتا امام الشاشة ولعل التزايد المستمر في اقتنائه يعد دليلاً على اقبال الجماهير على هذه الوسيلة الجماهيرية وللتلفزيون موضعا متميز في مكان جلوس العائلة لمشاهدة برامج التلفزيون ولعل تنوع برامج التلفزيون نقلت المشاهدين الى هواياتهم المختلفة. ([2])

وبفضل الصورة حظى التلفزيون بثقة مشاهديه وتصديقهم لان الصورة من الوسائل التي قلما يرقى اليها الشك ، إذ ترتبط الصورة بالحركة والصوت وذلك اكثر مدعاة للثقة ويوسع التلفزيون التركيز على التفاصيل مما يزيد من قدرته على الاقناع.([3])

إن الأثر الذي تخلفه الصورة التلفزيونية هو أثر نفسي أي بمعنى آخر إن المشاهد له رأي في الحدث بالقبول أو التجاذب أو الانحياز وكذلك بالنفور أو الغضب وهي أمور يصعب على وسائل الإعلام الأخرى تحقيقها مثالاً على ذلك مشاهدة منظر القتلى وهم يسقطون فأنه يخلق أثراً ابلغ مما لو ذكرنا في الصحف أن القوات المحتلة قتلت المئات من الناس.([4])

فالإنسان يحصل على 90% من معلوماته عن طريق العين و 8% عن طريق السمع و2% عن طريق الحواس الأخرى، والعين تجذبها الحركة أكثر من أية حاسة أخرى، والتلفزيون يخاطب حاسة البصر، ويزداد استيعاب الفرد للمعلومات بنسبة 35% عند استخدام الصورة والصوت وان مدة الاحتفاظ بهذه المعلومات تصل إلى نسبة 55% وبهذه الخاصية يفوق التلفزيون الوسائل الإعلامية كلها.([5])

فالمشاهد لبرامج التلفزيون يتلقى الكلمات ولكنه الى جانب ذلك يستطيع أن يستمع إلى الأداء ونبرات الصوت وان يراقب تعبيرات الاعين وكذلك ملامح الوجه الدقيقة ولغة الايماءات وما يتاح للمشاهد كما ذكرنا هو مقياس لمدى الاخلاص الموجود في الكلمات من الطريقة التي يتحدث بها مصدر الاخبار.([6])

وبالرغم من إمكانات التلفزيون كلها فأنه ما زال مجرد وسيلة تقف بين المشاهدين والمادة المقدمة ويعطي للمشاهدين شعوراً بأنهم شهود عيان على التاريخ الذي يمر أمامهم على الشاشة حتى يمتلكون إحساسا بالمشاركة بالنيابة في الأحداث والمعرفة الشخصية بالناس في الحياة ، فأنهم يستطيعون أن يروا بأعينهم ماذا يحدث في العالم ،فالعالم يأتي إليهم بألوانه الحية الواقعية وان ما يسيطر على مشاعر المشاهدين ليس المشاهد الدرامية بل هو التحقق من أنهم يشاهدون أناساً حقيقيون يكافحون من أجلهم.([7]) وبذلك نستطيع القول إن مشاهدة التلفزيون تعمل على تخفيف حالة التوتر والعدوانية لدى الفرد فتقوم المشاهدة بعملية امتصاص حدة التوتر الذي يعاني منه الفرد فضلاً عن حمايته من الاضطرابات النفسية.

ويعد علماء النفس المخ وبقية أجزاء الجهاز العصبي بمثابة أهم القواعد التي ينبغي الانطلاق منها للبحث عن تفسيرات للسلوك الإنساني، والسلوكية ..هي علم نفس الحافز.. أما الاستجابة فهي تعني دراسة الحوافز والمؤثرات التي تحدث أشكالا معينة من الاستجابة ، أي رد الفعل الواضح الذي يمكن ملاحظته.([8])

ومن ذلك يمكن ان نحدد بعض الجوانب الايجابية لتأثيرات التلفزيون من الناحية النفسية على الأطفال ومن أهمها:-

1. إن التلفزيون يبعث في الطفل قابلية الشعور بمسؤولياته الاجتماعية وينمي قدراته العقلية التي تساعده على فهم حياته نتيجة مشاهدة أفلام كثيرة تخص الكبار.([9])

2. يسهم التلفزيون في القضاء على الملل داخل البيت وتقليل النزاعات الأسرية.([10])

3. يتعلم الطفل من التلفزيون الثقة بالنفس واحترام الآخرين وذلك عن طريق المضمون الإعلامي الذي يعزز لديه هذه القيم.

4. اكتساب الأطفال المهارات الاجتماعية والتي تفيد في التغلب على مشكلاتهم وتوجيه تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم.(5)

5. يعمل التلفزيون على إيجاد مجال للتنفيس فيما يتعلق بالاطفال في ضوء ما يعرض من برامج مخصصة لهم مثل أفلام الكارتون التي تكون مبنية على الخيال والعيش في جو المغامرات مع أبطال خياليين إذ يمنحهم ذلك سعادة كبرى تفوق كل شيء ويجدون بذلك ملجأً للهروب من الواقع.([11]).

ويعد الخيال أكثر مراكز الطفل حساسية وأهمية وأيسرها تقبلاً واستيعابا ًللمحفزات الخارجية التي تعد مدخلاً أساساً لعوالم الطفل الأخرى ، وهو نقطة استقبال واستقطاب الصور والمدركات والمحسوسات التي يعكسها العالم الخارجي على كينونة الطفل.([12])

6. يكتسب الأطفال مهارات حركية عن طريق الحركة والإيقاع السريع في برامج الأطفال ويتم ذلك عن طريق المحاكاة والتقليد.([13])

7. يسهم التلفزيون في عملية التعديل السلوكي وتصحيح السلوك المؤدي ، إذ أن دور التلفزيون لا يقتصر على التعليم والتوجيه والتسلية ونقل الأخبار فقط.

8. تشبع برامج الأطفال المتنوعة وأفلام الرسوم المتحركة احتياجات الطفل النفسية وتشبع غرائزه فتتحفز لديه غريزة حب المنافسة والمسابقة فيطمح للنجاح ويسعى للفوز.

ويمكن القول إن التلفزيون هو وسيلة ترفيهية تجذب أفراد الأسرة فهم يفضلون فعل كثير من الأمور أمام شاشاته كالأكل والشرب وما إلى ذلك وذلك لغرض التسلية وقضاء الوقت إذ يشعر أفراد الأسرة عند غياب التلفزيون بالحزن والاكتئاب

والتلفزيون له دور متميز بإشباع اهتمامات الأسرة المختلفة سواء أكانت رياضية أم علمية أم إخبارية أم برامج ترفيهية للصغار والكبار وبذلك فإن التلفزيون أصبح وسيلة لا يكمن الاستغناء عنها فهو اداة فاعلة تحقق لنا عملية الاتصال مع العالم الذي نعيش فيه.([14])

ومع هذا كله فإن الآراء اختلفت حول مشاهدة التلفزيون فتارة نجد المختصين في علم النفس يحذرون من مشاهدة التلفزيون وتارة يشجع البعض منهم على المشاهدة وهناك اتجاهات فكرية يمكن أن تاخذ بنظر الاعتبار عند دراسة تأثيرات المشاهدة التلفزيونية وهي:-([15])

1. إن السلوك الاجتماعي وحسب نظرية التعلم الاجتماعي يتم اكتسابه عن طريق ملاحظة الآخرين وهم يظهرون استجابات مختلفة والعدوان هو أحد أشكال السلوك الاجتماعي.

2. إن مشاهدة العدوان على شاشة التلفزيون ستؤدي إلى التنفيس عن الانفعالات المكبوتة لدى الفرد.

3. ان العلاقة بين مشاهدة التلفزيون والسلوك العدواني الذي يظهره الفرد فيما بعد هي علاقة غير حاسمة، وحقيقة الأمر إن إظهار السلوك العدواني يعتمد على الظروف التي تحرض على العدوان وكذلك الإشارات البيئية فالإحباط والحرمان والمضايقة والأذى والتمييز في معاملة الوالدين لأطفالهم وغيرها هي ظروف محرضة على العدوان ، ويؤدي المناخ الأسري للطفل دوراً في إكسابه سلوكاً عدوانياً ، إذ وجد أن اللجوء الى التهديد والوعيد والعقوبة التي تستخدم في حل النزاعات والصراعات بين أفراد الأسرة تساعد الطفل على الاحتفاظ بالعدوانية ونستطيع القول أن التلفزيون أصبح دون شك حقيقة واقعة وشيئاً يعتد به سواء عد شكلاً من أشكال الفن أو وسيلة من وسائل الاتصال أو الترفيه الجماعي المباشر ومهما يكن من طبيعة التلفزيون فانه يميل إلى مواصلة التمسك بالتقاليد والأوضاع التي كانت تتميز بها وسائل الفن الأخرى كالمسرح والسينما والإذاعة.([16])

اذ ان التلفزيون يسهم في بلورة الاتجاهات عند الأطفال عن طريق إثارة ردود أفعال عاطفية لدى الطفل في إطار مشاهد درامية.([17])

ثانياً. مفهوم البرنامج

يستخدم مصطلح البرنامج (program) في الاذاعة للإشارة إلى« شكل فني يشغل مساحة زمنية محددة وله أسم ثابت ويقدم في مواعيد محددة وثابتة ليعرض مساحة من المواد الفنية والثقافية والعلمية والترفيهية .... الخ مستعملا في ذلك كل أو بعض الفنون الإذاعية من سرد وتعليق وحوار وندوات ومقابلات. » ([18])

وهو أيضا « منهاج يصف شيئاً أو يعلن عنه وله صيغ وأشكال خارجية هي عبارة عن الشكل والمضمون».([19])

ويقصد به أيضاً « بث مواد ومضامين متنوعة الى جماهير واسعة ومتباينة في العمر والمستوى المعاشي والوظيفي والثقافي». ([20])

ويعرف أيضا أنه « بث برامج محددة الى جمهور محدد ومهما يكن فالبث الإذاعي والتلفزيوني هو وحدة الأصوات والصور معاً والتي تتنأول مختلف الأشكال الإعلامية والإخبارية والثقافية والدرامية». ([21])

والبرنامج التلفزيوني هو فكرة توجد وتعالج فنيا باستخدام التلفزيون كوسيلة تتوافر لها إمكانات الوسائل الإعلامية. ([22])

إذن فالبرامج التلفزيونية «هي سيل متدفق من المواد المرئية المتتابعة صوتًا وصورة وذات الأنواع التلفزيونية المختلفة ولا توجد أية مادة تلفزيونية خارج هذه الأشكال المتدفقة من المواد التلفزيونية». ([23])

ثالثاً. تصنيف البرامج

إن تصنيف البرامج التلفزيونية يعد من المشاكل الرئيسة التي تواجه المختصين والمشرفين على هذه البرامج ويعود ذلك إلى عدم وجود تصور واضح ومحدد لدى القائمين على البرامج في كثير من القنوات التلفزيونية عن الكيفية التي يقوم عليها تصنيف هذه البرامج وعلى الرغم من ذلك توجد العديد من التصنيفات للبرامج التلفزيونية على الصعيدين العالمي والعربي تختلف في بعض هياكلها ومسمياتها إلا أن هذا التباين حفز المخططين الى اعتماد النموذج أو التقسيم المنسجم مع مبدأ التخطيط والتنسيق اللذين يعدان من الأركان الأساسية للعمل التلفزيوني.([24])

ويعتمد الشكل التنظيمي للبرامج على طبيعة المحتوى الذي يركز عليه والأهداف المنشودة التي يروم الوصول إليها سواء كانت إعلامية أوتثقيفية أو ترفيهية أو غيرها.([25])

وللبرامج التلفزيونية أشكال مختلفة يطلق عليها بعضهم اطارات أو نماذج أو قوالب أو اشكال أو موضوعات (Format) وتستخدم هذه الكلمة في الاذاعة والتلفزيون وتعني الشكل العام الذي ينتمي اليه البرنامج فيقال انموذج محادثات بمعنى برنامج محادثات وانموذج الغاز بمعنى برنامج الغاز. ([26])

ومهما اختلفت التسميات يظل المعنى واحد ويكتسب البرنامج تصنيفه من الشكل الذي ينتمي اليه. ([27])

وبصورة عامة لكل برنامج ابعاد رئيسة يعتمد عليها في تصنيفه وهي: ([28])

1. الهدف من البرنامج : والذي يترواح بين الاعلام والترفيه والتثقيف والتعليم والتوجيه والتفسير.

2. شكل البرنامج: والذي يترواح بين الدراما والمنوعات والبرنامج الوثائقي أو التسجيلي والحدث والفلم والتعليق الى اخر هذه الاشكال.

3. المضمون أو المحتوى: للبرنامج وما يحمله من قيم وافكار ومعلومات.

4. الجمهور : لكل فئة اهتمام خاص وتوعية خاصة، فالخدمات التلفزيونية العامة تستهدف في الدرجة الأولى قطاعات معينة كالعمال أو الفلاحين أو الشباب أو المرأة أو اللذين حصلوا على درجات معينة من التعليم والى غير ذلك من القطاعات التي لا تقع تحت الحصر.

وللبرامج التلفزيونية شروطها الأساس التي تميزها عن بعضها البعض وتجعل من بعضها ماهو ناجح والاخر غير ذلك ومن هذه الشروط: ([29])

1. النص الذي يجب أن يتميز بالوضوح والبساطة والواقعية والهدف المحدد.

2. اسلوب المعالجة من إذ البساطة والعمق وفقا لمتطلبات الفئات المستهدفة وقدرتهم على الاستيعاب وان يمتاز بالجودة واستغلال الإمكانات التلفزيونية من حيث أنه وسيلة اتصال جماهيرية تكتسب البعد بين الصوت والصورة.

3. اختيار عناصر البرنامج أي ان تكون قادرة على فهم ابعاد الموضوع وان تفهم العناصر المستقلة وتدرك أسس استخدام الوسيلة.

ويحفزنا هذا على تسليط الضوء على نماذج مختلفة من عملية التقسيم البرامجي في التلفزيون :-

رابعاً. التصنيف الأمريكي الغربي لبرامج التلفزيون.

قسم الباحثان «ستاشيف» و «رودي بريز» البرامج التلفزيونية على ما يلي:- ([30])

1. البرامج اللادرامية: وهي التي تحمل طابع الحقيقة لا الوهم وتتمثل في البرامج الفكرية والمسابقات والحوادث والمناقشات وظهرت هذه البرامج في الراديو وتطورت في التلفزيون.

2. البرامج الإخبارية: سواء أكانت نشرة عادية ام تعليقاً فهي تجمع بين نشرات الاخبار والبرامج الرياضية والنشرات الجوية.

3. برامج المناقشات أو المحادثات : ولها أنواع عدة وكما يأتي :-

‌أ. مناقشات مع شخصيات: وتكون الشخصية البارزة ضيفا على التلفزيون.

‌ب. مناقشات موضوعيـة : ويتم اختيار المشترك لا لانه شخصية معروفة من الجمهور بل لما لديه من معلومات تخص الحدث أو البحث ويكون الضيف هنا من الخبراء المختصين.

‌ج. مناقشات جماعيــة: وفي هذه البرامج تقوم مجموعة من الحضور بتوجيه اسئلة الى الشخصية السياسية البارزة وهذه البرامج لها شعبية كبيرة اذ تعد مصدرا للمعلومات.

4. برامج الألعاب الجماعية والألغاز والمسابقات : إن برامج المسابقات تشكل عنصراً مهما من البرامج الترفيهية وتحظى باهتمام كبير من قبل الجمهور ، لما توفره من متعة في أوساط مشاهديها.

5. برامج المـــــرأة : تتضمن أخبار المرأة وحوارات مع السيدات الشهيرات وعرض طريقة عمل الأشياء المنزلية مثل الديكور أو أصناف الطعام وتقديم أخبار الموضة وغيرها من الأمور المنزلية والشخصية التي تتعلق باحتياجات المرأة الحياتية واليومية.

6. برامج الأطــــفال : وهي البرامج التي تعرض خصيصاً للأطفال مثل برامج المسابقات وأفلام الرسوم المتحركة وأفلام الكارتون وبرامج هدايا الأطفال وكل ما يبعث فيهم المتعة والفرح.

7. برامج الأحداث: هي برامج خاصة بمرحلة ما بين الطفولة والبلوغ وهي في غاية الخطورة والأهمية لأنها تخاطب مرحلة عمرية مهمة في حياة الإنسان (مرحلة المراهقة) إذ يقوم القائمون على إنتاج هذه البرامج بالتعامل نفسياً واجتماعياً مع متطلبات هذه المرحلة وتحقيق رغباتها وبأنواع مختلفة من البرامج.

8. البرامج التعليمية: وهي البرامج التي تنتجها أو تتعأون في إنتاجها هيئة تعليمية «مدرسة، جامعة ، دار كتب ، متحف» وإما أن تكون برامج تعليمية عامة أو دروساً تعليمية.

9. البرامج الدينيــة: وتتضمن الصلوات والمناقشات الدينية ونقل الطقوس والشعائر الدينية والابتهالات والأحاديث النبوية.

10. برامج المنوعات وبرامج الموسيقى: وهي البرامج التي تدخل في باب التسلية والترفيه والتثقيف احياناً.

11. البرامج الدراميــة: وهي البرامج التي تتعلق بالمسلسلات والروايات والافلام.

12. برامج الفكاهة والمواقف المضحكة.

خامساً. تصنيف منظمة اليونسكو العالمية للبرامج التلفزيونية.

اعتمدت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وظيفة البرامج كمعيار أساس في تصنيف البرامج التلفزيونية.وطبقاً لذلك يمكن تصنيف هذه البرامج انطلاقاً من وظائفها الشائعة وكما يلي:-([31])

1. برامج إعلامية وإخبارية : وتشمل نشرات الأخبار والبرامج السياسية والتقارير الاخبارية المصورة أو المسموعة أو التعليقات والتحليلات الاخبارية والمقابلات والاخبار المالية والاقتصادية... وغيرها.

2. برامج ثقافيــــــة: تتنأول مواضيع الأدب والفن والمسرح والسينما والمعارض والفنون ومواجهة الحياة الثقافية التي تهدف الى توعية الجماهير.

3. برامج التسلية والترفيه: وتضم مجموعة من البرامج الفنية والمنوعات والمسابقات والمسلسلات والاغاني والموسيقي التي تخلق جواً من المتعة والترفيه.

سادساً. التصنيف العربي للبرامج التلفزيونية.

يعد التصنيف العربي للبرامج والذي وضعه مجموعة من الخبراء العرب سنة 1982م في تونس من التقسيمات المهمة لأنه اخضع المواد البرامجية التي تذيعها المحطات التلفزيونية العربية منذ لحظة بداية الإرسال وحتى نهايته على أساس نوعها وكالآتي:-([32])

1. البرامج الإعلامية وتشمل :

‌أ. الأخبار : وتشمل نشرات الاخبار بانواعها المختلفة العالمية والمحلية وموجز الأنباء.

‌ب. برامج الأحداث الجارية: وهي البرامج التي تشرح أو تعلق وتنقل تفاصيل الاحداث واهمها النقل المباشر لوقائع الاحداث العامة.

‌ج. البرامج الرياضية: وتختص بالشرح والتعليق والتقديم الخاص بالاحداث الرياضية.

2. البرامج الثقافية :

‌أ. البرامج الثقافية العامة : وهي التي تقدم المعلومات والافكار والاراء للجمهور بفئاته المختلفة حول المسائل المتعلقة بالعلوم الطبيعية والانسانية المختلفة.

‌ب. برامج الفئات : وهي التي تقدم إلى فئات اجتماعية أو مهنية محددة كبرامج المرأة والعمال والشباب والسلطة وغيرها.

‌ج. برامج التنمية : وتشمل البرامج التي ترمي إلى رفع الوعي الصحي والاجتماعي أو الاقتصادي والبرامج المتعلقة بالتنمية.

‌د. البرامج التسجيلية : وهي البرامج أو الأفلام التي تسجل مظاهر الحياة المختلفة والتي ترمي إلى تحقيق أهداف سياسية وتثقيفية عامة.

3. البرامج التعليمية وتشمل :

‌أ. البرامج المدرسية ويتصل هذا الشكل من البرامج التعليمية بمنهاج التعليم في مراحله المختلفة حتى التعليم الجامعي.

‌ب. برامج تعليم الكبار وتوجه هذه البرامج الى فئات الكبار أو البالغين غير المنتظمين في المدارس ولديهم رغبة في التعليم.

4. البرامج الدينية :

‌أ. تلأوة القرآن الكريم : أي تلاوة القران الكريم سواء أكانت مسجلة في الاستوديو ام منقولة من الخارج وتكون مذاعة بذاتها أي غير متصلة ببرامج اخرى.

‌ب. نقل الشعائر والمناسبات الدينية : كشعائر صلاة الجمعة ومناسبات الحج وغيرها من المناسبات الدينية.

‌ج. البرامج الدينية التي تعتمد على الشرح والتفسير: التي تقوم بشرح تعاليم الدين الاسلامي أو تفسير الايات من القرآن الكريم.

5. البرامج الترفيهية والفنية وتشمل :

v الأفلام العربية .

v الأفلام الأجنبية

v التمثيليات .

v المسرحيات.

v المسلسلات العربية.

v المسلسلات الأجنبية.

v الأغاني والموسيقى.

v المنوعات .

v الرياضة.

6. برامج الأطفال وتشمل :

أ. البرامج الموجهة للصغار في مراحل العمر المختلفة وتأخذ شكل المجلة متعددة الفقرات أو شكل برامج المنوعات والاستعراض بما تتضمنه من اغانٍ وتمثيليات يقوم بها ممثلون صغار أو كبار أو على شكل عرائس أو دمى أو غيرها.

ب. الاعلانات التجارية وهي تظهر بشكل يدعو الى الترغيب في سلعة أو خدمة معينة.

ج. مواد الربط وهي التي تسد فراغات البرامج وتتضمن أغانٍ قصيرة أو موسيقى أو اعمال فنية أو تنويهات للبرامج أو اعلانات أو اسئلة موجهة للاطفال تقيس قوة الملاحظة لديهم في ضوء اطلاعهم ومعرفتهم .

د. اشرطة الاطفال: وتشمل اشرطة الكارتون أو الدمى أو اشرطة المغامرات والمعدة خصيصاً للاطفال سواء كانت عربية أو اجنبية. ([33])

7. برامج الأطفال:

وضع الباحثون تعريفات عدة لبرامج الاطفال فمنهم من عرفها بانها «البرامج التي تصور وتبث من داخل الاستوديو وتشمل العديد من الفقرات المنوعة كالفقرات العلمية والترفيهية تقدمه امرأة أو طفل ويخاطب الأطفال مباشرة ويدل عنوان البرنامج على ذلك».([34])

وتعرف ايضا بانها « تلك البرامج التي تسعى الى إشباع احتياجات الأطفال من جانب التسلية والترفيه فضلا عنإسهامها في العملية التربوية وإعداد الأطفال إعداداً سليماً للنهوض بقدراتهم لمواجهة مسؤولياتهم المستقبلية.([35])

«وتوصف بأنها رسالة إعلامية تتوجه إلى الأطفال من عمر (3 – 15) سنة وتشمل إغراضاً اجتماعية وتربوية وبصيغ برامجية مشوقة توفر المتعة وتبتعد عن الصيغ المباشرة قدر الإمكان في تحقيق التأثير الذهني والوجداني». ([36])

وهي ايضا « البرامج التي تعرض خصيصاً للأطفال وتحتوي على أفلام الرسوم المتحركة ومسابقات الأطفال وهواياتهم وما يثير اهتماماتهم ويلبي رغباتهم في المتعة والفرح».([37])

وتعد برامج الاطفال فئة قائمة بذاتها، فلا تدخل في اطار البرامج الثقافية ولا البرامج الترفيهية ولا البرامج التعليمية فهي من إذ المحتوى تشمل التثقيف والترفيه والتعليم، ومن ثم فلا يمكن ادراجها تحت أي من هذه الاطر، والهدف العام لها محدد وله ذاتيته الخاصة التي تختلف عن الهدف العام لفئات البرامج الأخرى.([38])

وتتوزع برامج الأطفال على مجموعة من القوالب والأشكال الفنية التي تتخذها في إطار عملية الإعداد والإنتاج والعرض ومن هذه القوالب ما يلي:([39])

1. رسوم متحركة.

2. أفلام الأطفال .

3. مسلسلات الأطفال

4. الدمى

5. السيرك.

6. الأغاني.

7. برامج كاملة.

أما القوالب الفنية التي تقدم بها البرامج الكاملة المخصصة للأطفال.([40])

1. القالب التمثيلي.

2. القالب الغنائي.

3. قالب الحديث المباشر.

4. قالب المسابقات

5. قالب الحوار

ويمكن استعراض هذه البرامج فيما يلي.([41])

1. برامج منوعات الأطفال:- مثال ذلك القصص الناجحة «والت دزني» ويطلق عليها أسم عالم «دزني» وتتضمن برامج منوعة من الصور المتحركة إلى قصص المغامرات إلى التاريخ إلى الدراسات الطبيعية هذا كله في قالب رائع من الإخراج الفني البديع.

2. برامج مغامرات الأطفال:-وخير مثال لهذا ، قصة «زورو» وتتلخص هذه البرامج في قصة بطلها رجل قوي متفوق يعمل في جانب الخير ويسيطر على مصيره على الرغم مما يتهدده من أخطار وما يقوم به من مغامرات قد يعجز عنها غيره من الرجال.

3. برامج القصص العلنية للأطفال:- وهذه لون من برامج المغامرات ولكنها مادة تصاغ في قالب علمي وفيها مناظر عن السفر في الفضاء ، كالبندقية الصاروخية، وغير ذلك من المظاهر. وعلى سبيل المثال «سوبر مان والكابتن فيديو».

4. برامج أفــــــلام الغرب:- وتبدو فيها بساطة الحياة في الغرب وتخلو شخصياتها من التعقيد ويقوم البطل بالأعمال التقليدية التي تميز هذا النوع والجو السائد في هكذا لون من القصص هو المغامرة التي تصل إلى حد الإثارة. وهي برامج خاصة بالطفل في سن ما قبل المدرسة.

5. برامج الجريمــــة:- وهي مرحلة انتقال من قصص المغامرات فيقوم البطل بتصحيح الأوضاع الخاطئة بجراة ثم رجل الشرطة الذي يحل غموض الجريمة بخبرته وشجاعته ولهذه البرامج جمهور كبير من المشاهدين في سن المراهقة.

6. برامج التمثيليات ذات المواقف:- يشاهدها الأطفال في سنوات الدراسة ولاسيما في سن المراهقة وهي حلقات مسلسلة يكون أبطالها طفل يستهوي الأطفال المشاهدين فيشاركونه بكل وجدانهم.

7. برامج منوعات الموسيقى الشعبية:- وتشتمل الأغنيات المهمة والألحان الراقصة... الخ وهذه البرامج تستهوي الفتيات أكثر من الفتيان وتكون ركنا مهماً من البرامج التي يشاهدها المراهقون.

وهناك تقسيم أخر لبرامج الأطفال :([42])

1. برامج المسلسلات التمثيلية تعنى بمعالجة القيم والعادات وانماط السلوك المقبول في المجتمع.

2. البرامج التربوية: تعنى بصورة مباشرة بتعليم الاطفال مبادئ القراءة والكتابة والحساب.

3. البرامج الفنية: تعنى بتنمية المواهب الفنية عند الاطفال ، وتشجيعهم على اظهار طاقاتهم الفنية الكامنة عن طريق عرض رسوماتهم ونشاطاتهم الاخرى.

4. برامج افلام الرسوم المتحركة والمسلسلات : التي تعنى باثارة الخيال ، كما تثير لديهم حب الاستطلاع حول الانجازات العلمية والتكنولوجية.

5. البرامج المنوعة تشمل على فقرات تتنأول اهتمامات الاطفال المختلفة وميولهم وتعالج العلاقات السوية التي ينبغي ان تربطهم مع أعضاء الاسرة والمدرسة واصدقائهم .

6. البرامج الاسرية التي تعرض القضايا الأسرية لاسيما ما يتصل منها برعاية الاطفال وتنشئتهم وتوجيههم.

7. البرامج الثقافية والتعليمية والعلمية التي من شأنها ان تزيد من معارف الاطفال وتطالعهم على اكبر قدر من المعلومات التي تصل بيئتهم بالعالم الخارجي، والتعرف على شعوب العالم والحيوانات المختلفة وعالم الفضاء.

كذلك يمكن تصنيف برامج الأطفال إلى ثلاثة أنواع هي: ([43])

1. برامج تنتج محليا مثل برامج التعليم اللغوي والمسابقات وتعليم بعض المهارات الحسية والتي كثيراً ما تكون برامج يقلد بعضها البعض أو يقلد بعض البرامج الاجنبية.

2. برامج تنتج عالمياً وتتم ترجمتها أو دبلجتها وهي الاكثر انتشاراً في البرامجيات التلفزيونية العربية، وتشمل انواعاً متعددة من الرسوم المتحركة والافلام التسجيلية والمسلسلات والمسرحيات وغيرها.

3. برامج تنتج عالميا ولكن بتكليف من بعض القنوات أو شركات الانتاج العربية لانتاج بعض البرامج وفقا لمجموعة النظم القيمية السائدة في الوطن العربي.

ويتضمن التلفزيون البرامج الموجهة للاطفال، استناداً الى خصائصهم العمرية والى تنوع البرامج وفقا لجوانب الثقافة المختلفة،

فالبرامج العلمية المعرفية تهدف الى اشباع شغف الاطفال في المجالات المختلفة للمعرفة، وتوسيع افاقهم المعرفية، وتنشيطها ، وتهدف برامج التربية الدينية والاخلاقية والجمالية الى اثراء حياة الطفل بنظام من القيم والمثل والاتجاهات الانسانية الخلاقة، اما البرامج التعليمية فتهدف ليس فحسب الى تدعيم المعرفة المدرسية ولكن ايضاً الى توسيعها وتعميقها والانطلاق بها الى افاق ابعد. ([44])

ان البرامج التلفزيونية الأكثر قبولاً عند الأطفال أو ما يسميه المذيعون (برامج الأطفال المفضلة) وهي غالباً يكون أبطالها من عالم الحيوان أو شخصيات جذابة أو عرائس ومثال ذلك «البطة دونالد» و «توم وجيري» ، والى آخره، وفي بعض الأفلام يقوم الأطفال أنفسهم بأداء أدوار مهمة، وكثيراً ما تكون مليئة بالمواقف الفكاهية والموعد المعتاد لمثل هذه البرامج هو بعد الظهر أو صباح السبت (الجمعة عندنا) والبرامج التي من هذا الطراز تملأ مدة المشاهدة في السنوات التي تسبق الذهاب إلى المدرسة بل وتستمر إلى ما بعد ذلك بالمرحلة الابتدائية. ([45])

وهناك أراء تؤكد ضرورة أن تصمم البرامج الموجهة إلى الطفل دون السادسة من العمر بحيث تحقق أهدافا أبرزها:- ([46])

1. تدعيم التواصل الوجداني بين الطفل ووالديه وأخوته المحيطين به.

2. تنمية إحساسه بالثقة في الذات وفي الاخرين.

3. مساعدته على تكوين مفاهيم بسيطة عن الواقع المادي والواقع الاجتماعي.

4. استخدام القواعد البسيطة المتعلقة بالامن والسلامة والصحة .

5. تعلم التمييز بين ماهو مقبول(صواب) وغير مقبول (خطأ) واحترام القواعد والنظام.

وتسعى البرامج الموجهة الى الاطفال من (6-12) سنة الى تحقيق اهداف ابرزها:

1. ان يكتسب الطفل معرفة اشمل وفهما اعمق للعالم المادي والاجتماعي.

2. مساعدة الطفل على تكوين اتجاهات سوية نحو فكرته على ذاته.

3. ان يتعلم دوراً اجتماعيا ذكرياً أو انثوياً مناسبا،

4. تنمية اطراد تقديم الطفل في انجاز الاستقلال الشخصي.

وعموماً فأن البرامج الأطفال أهدافا تسعى إلى تحقيقها وهي :-([47])

1. إمتاع الطفل وتسليته.

2. التنفيس عن المشاعر المكبوتة التي لا يستطيع الإفصاح عنها في حياته الاعتيادية.

3. بناء قدرة الأطفال التحليلية والنقدية.

4. المساهمة في تكوين الضمير.

5. إشباع الميل للمغامرة.

6. الاعتزاز بالوطن وخدمته.

7. تعليم الطفل التمييز بين الصواب والخطأ.

8. احترام الطفل للنظام والقواعد.

9. مساعدة الطفل في بناء الثقة بالنفس.

10. تنمية إيمان الطفل بالحرية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر.

11. إثراء خيال الطفل مما يساعد في تنمية قدرته على الإبداع والابتكار.

12. تعليم الأطفال القواعد البسيطة المتعلقة بالسلامة والصحة والأمان.

13. تنمية الشعور بالأمن والاستقرار والتفاؤل بالمستقبل.([48])

14. تقويم سلوك الطفل الخاطئ.

15. تعليم الطفل الأخذ والعطاء والمشاركة في المسؤولية .

16. صقل مواهب الطفل واكتشاف الموهوبين منهم.

17. التركيز على كيفية عناية الأم بأطفالها منذ ولادتهم.

18. تنشئة الطفل تنشئة علمية وجعله قوي الملاحظة والتجربة ولا يستند إلى آرائه الشخصية وزرع حسن التفكير العلمي فيه ويعني ذلك الدقة في تفسير لحقائق([49]).

ثامناً. تطور بناء البرنامج التلفزيوني

بما أن التلفزيون يعد مرحلة متطورة ومتقدمة من عملية تطور المسرح والسينما والإذاعة المسموعة فإن برامجه في الأيام الأولى لظهوره استعارت بعض اشكال التمثيليات المسرحية أو الإذاعية فازدهر بعض منها ولم يستطع البعض الأخر الصمود أمام التطورات السريعة في تكنولوجيا التلفزيون وأذواق المشاهدين على الرغم من التعديلات كلها في متطلبات العمل البرامجي في التلفزيون وعلى هذا الأساس شهدت برامج التلفزيون تطوراً كميا ونوعياً فاستحدثت برامج جديدة وألغيت أخرى قديمة وتم تعديل القسم الأخر منها لكي تنسجم مع الخطط المرسومة لبرامج التلفزيون.([50])

وقد لوحظ أن البرامج التي يقتبسها التلفزيون من الإذاعة تنجح نجاحاً كبيراً اذا كان الاقتباس متحرراً مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الصورة أهم من الصوت، إننا نجد ان مستمع الإذاعة في العادة شخصاً واحداً لا يشاركه في الاستماع احد، بينما في التلفزيون فأن مشاهديه في أغلب الأحيان يجلسون معاً وهنالك فرق كبير بين المستمع والمشاهد.([51])

هذا فيما يخص البرامج بشكل عام أما برامج الأطفال فلم تتعرض أية برامج تلفزيونية لتعديلات أساسية مثلما تعرضت برامج الأطفال ذلك اذا استثنينا الدراما، فقد كانت تلك البرامج في الماضي بأنواع متعددة، وقد تضمنت الصورة المرسومة أقل هذه البرامج، وفي السنوات العشر الأولى من حياة التلفزيون طغى هذا الشكل أو الانموذج من برامج الأطفال على ما عداه، إذ كان قليل التكاليف نسبياً واقبل عليه المشاهدون بصورة جيدة، وحين بدء الجيل الحالي ازداد إقبال المشاهدين على هذا النوع من البرامج مما شجع (والت دزني) على النهوض بالكارتون إذ ادخل شخصية «ميكي مأوس» بدلاً من احضار شخص حي إلى الأستوديو يعمل كمقدم برنامج، مع ربط المقاطع المفضلة في برنامج طويل مدته ساعة وتسجيلها على فيلم كامل، وبعد ذلك تطورت صناعة الكارتون وأدخلت شخصية «بل حنا و جو باربيرا» إذ راحت هذه الشخصيات الجديدة تقدم البرنامج وتقدم الممثلين، ومن أسباب نجاح هذه الشخصيات ما أظهره البالغون من اهتمام بهذه البرامج ومما لاشك فيه ان المحادثات المنطقية التي كانت تجري بين هذه الشخصيات ولا يفهمها الصغار كانت تستدعي آذان الكبار الذين يجلسون ورائها.([52])

ان وظيفة البرنامج التلفزيوني الناجح يجب أن تنطلق من الوظيفة الثنائية والاجتماعية التي رسمت له كي يحققها باتجاه الطفل وتعزيز قيمة التي اكتسبها من أسرته ومجتمعه ، لذا يتطلب من هذه البرامج ان تحمل في طياتها نوعاً من تكرار لهذه القيم والعمل على عرضها عرضاً روائياً مشوقاً، تستدعي من خلاله انفعالات الطفل وتطور اهتماماته وحاجاته المباشرة.([53])

كما ان البرامج الأنموذجية هي التي تجمع في مضمونها عدة نماذج مختلفة ومتنوعة من الكارتون والمسابقات و الالعاب و المسلسلات الخاصة بالاطفال والتحقيقات ويقول احد الاطفال وعمره عشر سنوات ان البرنامج التلفزيوني المخصص لي يجب ان يضم الكثير من المسابقات والالعاب ومايساعدني في تعلم الامور البيتية ، والكثير من القصص المضحكة والهزلية وايضاً الكثير من الافلام.([54])

لقد وصلت أفلام التلفزيون المخصصة للأطفال في السنوات القليلة الماضية الى نقطة انعطاف لأن شيئاً ما يحدث ويقودها الى تحول مهم، فهذه الأفلام تغطي مجالاً واسعاً من الموضوعات وأنواعًا من الحكايات الخرافية الى الأفلام الخيالية ، وأفلام المغامرات، والأفلام التاريخية و المسرحيات الضاحكة والهزلية والأعمال الموسيقية التي تقوم على أساس مادة من حياة الأطفال، ولا يعود هذا التحول فقط إلى تنوع هذه الأفلام وازديادها بل الى البحث عن وسائل تعبير وأشكال جديدة نظراً لتطور المجتمع ومحأولة مواكبة هذه التطور، إذ أن هذه التطورات تتسلسل بكثافة وقوة إلى داخل مشاكل حياة الأطفال في الوقت الراهن ولكنها من منطلق آخر توسع آفاق الطفل في المجالات الفكرية والعاطفية والاجتماعية وانطلاقاً من وضع الطفل الاجتماعي وشخصيته وتطور نموه وإمكاناته ووسع مجال معرفته واهتماماته ومعلوماته التي يستقيها سواء من المدرسة أو الأسرة أو وسائل الإعلام أو غيرها.([55])

لذلك فإن برامج الأطفال ومضامينها ينبغي ان تظل في تطور مستمر بحسب التغير الاجتماعي الذي يحصل للإنسانية في أي مجتمع وان أية مستجدات في الحياة يجب أن تجد لنفسها حيزاً في ثقافة الأطفال والاّ أصبح الاتصال الثقافي عملية نقل آلي بدون قولبة هذا الاتصال وفق تلك المستجدات.([56])

تقوم العديد من البرامج التلفزيونية بدور المفسر والموضح لما يجري في العالم أو ما تطمح المجتمعات للوصول إليه وان المهم في مثل هذه البرامج هو انها تعتمد صيغا ومفاهيماً تحدد ماهو مطلوب منها، من إيصال أفكار وقيم تهم الأطفال، إلى جانب تحديد خصائص هؤلاء الأطفال فكرياً ونفسياً إذ حددت بعض المؤشرات في هذا الشأن في حلقة دراسية اشرف عليها اتحاد الإذاعات العربية تلخصت فيما يأتي : ([57])

1. ملاحظة خصائص النمو النفسي للاطفال الذين توجه لهم البرامج مع تطبيق بعض الحقائق السيكولوجية بإذ يهتم مخرج البرامج في عملية حث الطفل على استطلاع عالمه الخارجي وإرشاده الى كيفية الملاحظة ودفعه الى التقصي والحث والممارسة.

2. تعليم الطفل مواجهة الصعوبات والعقبات في حياته .

3. متابعة مراحل سير نمو الطفل ومستوى نضجه وخبراته السابقة وتأثيرها في المراحل اللاحقة.

4. تحديد اتجاهات وحاجات ومشكلات الاطفال في البيئات المختلفة.

5. أن يكون هدف برامج الاطفال هو اكتساب الطفل معرفة اشمل وفهماً اعمق للعالم المادي والاجتماعي ومساعدته في تكوين اتجاهات سوية نحو فكرته عن ذاته. ولغرض تحقيق هذه التوجهات يتوجب الاستعانة بالذين يمتلكون الخبرة التربوية في تنشئة الطفل واستيعاب حاجاته واهتماماته المختلفة فضلاً عن ذلك يجب الاهتمام بمضامين برامج الاطفال وكيفية استجابة الطفل لهذا المضمون، إذ ان الاستيعاب والادراك لبرامج الاطفال يعدان منهجية الاستقبال التي يتبعها الطفل المشاهد. ([58])

ومن المهم جداً الأخذ بنظر الاعتبار فيما يخص المختصين في برامج الأطفال تطوير هذه البرامج بالرجوع إلى الأطفال في بعض هذه البرامج التي يستطيع الطفل التعبير بحرية، إذ ان الكبار يقفون بجانبه لمساعدته عند الحاجة ببعض الأمور الفنية والانفتاحية، فالأطفال عندئذ يعملون على تحريك المشاهدين عن طريق رسائلهم وعن طريق المكالمات التلفونية فضلا عن الاجتماعات والندوات التي يعقدونها.([59])


المبحث الثاني

الطفولة وعلاقتها بالتلفزيون

أولاً. مفهوم الطفولة

الطفل – بكسر الطاء- هو الصغير من كل شيء عينا كان أو حدثا فالصغير من أولاد الناس والدواب هو طفل. ([60])

وتجمع كلمة طفل على أطفال، ويقال طفلة للمؤنث وطفلان أو طفلتان للمثنى([61]).

والطفولة هي (المرحلة التي يمر بها الكائن البشري من الميلاد الى سن الثانية عشرة تقريبا، وتتسم بالمرونة والقابلية، وهي مرحلة للتربية والتعليم وفيها يكسب الطفل العادات والمهارات والاتجاهات العقلية والاجتماعية والحسية).

وهي (مرحلة من مراحل حياة الانسان تتميز بالاعتماد على الاخرين في تأمين الحياه كما تتسم بالقابلية للنمو والارتقاء، فالطفل يولد وهو مزود باستعدادات وامكانات هائلة عليه ان يتكيف مع هذا المحيط الخارجي بواسطة الاخرين. ([62])

والطفوله هي (مرحلة عبور الطفل من مرحلة العالم غير الحقيقي الذي يحقق فيه رغباته الأولية الى العالم الحقيقي)، وعن طريق الوراثة تنتقل للطفل خبرات عن السلوك من الاجداد ، ولكن تلك الخبرات وحدها لا تكفي للتأقلم مع المجتمع الذي يجد الطفل نفسه فيه، ولكن يجب تدعيمها بالتعليم والخبرة، أي ان الانسان يصبح انساناً اجتماعيا عن طريق التجربة والتدريب، وتضطره الحياة إلى أن يتأقلم مع الواقع، على حين ان التعليم يكسبه الثقافة. وهذه العملية تتطلب تكراراً مستمراً ومنتظماً على مدى وقت من الزمن، ولابد ان نأخذ في الاعتبار عوامل عدة يعيش فيها الطفل منها البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية. ([63])

وقد اختلف العلماء في تقسيم المراحل العمرية التي يمر بها الطفل وما يصاحبها من تغيرات جسمية ونفسية وذهنية على اعتبار ان لكل مرحلة مستوى معين من التفكير وطريقة للاقناع تختلف عن المرحلة الاخرى، وليس معنى التقسيم حرمان طفل إحدى المراحل من مشاهدة برامج الاطفال للمراحل الاخرى اذ ان المرحلة هي امتداد لمرحلة سابقة وتتهيء لاستقبال المرحلة التالية اذن هي سلسلة مرتبطة الحلقات تندرج مع نمو الطفل عقليا ونفسيا وجسدياً. ([64])

وفيما يلي ذكر لاراء بعض المهتمين بالطفولة وتقسيمهم للمراحل العمرية: ([65])

1. مرحلة المهد : وتقع من الميلاد حتى نهاية السنة الثانية من العمر.

2. مرحلة الطفولة المبكرة: وتشمل المدة الواقعة من سن الثالثة حتى نهاية الخامسة.

3. مرحلة الطفولة المتأخرة: وتضم المدة الواقعة من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة، وتتميز بدخول الطفل أولى مراحل السلم التعليمي الرسمي، الا وهي المرحلة الأولى أو المرحلة الابتدائية.

وهناك تقسيم اخر لمراحل الطفولة:- ([66])

1. اقل من ست سنوات : وتتصف هذه الفئة بتقبل اجمالي وهجيني لكل ما يعرض عليها لكنه يفسرها عن طريق مؤشرات انفعالاته.

2. من (6-11) سنة يتميز الطفل في هذه المرحلة بالروح الجماعية وهو عمر المدرسة الابتدائية واكتشاف العالم الخارجي والانفتاح على الاخرين كما انه عمر بناء الذات وهو عمر يحتاج فيه الطفل الى شرح وتحليل وهو يملك في هذه السن القدرة على التقليد والمحاكاة.

3. من (11-15) سنة وهو سن المراهقة ويبدأ من مرحلة التعمق والاختيار والتوجه نحو عالم الطفل الذاتي لهذا فإنه يتجه نحو اختيار البرامج التي تركز هذه النظرة في سلوكه.

وهناك تقسيم اخر لمراحل الطفولة من وجهة نظر متخصصة وهو كالاتي:-

1- مرحلة الطفولة (3-5) سنوات: يكون فيها الطفل ملتصقاً بأبويه ولا يعرف من محيطه سوى البيئة الضيقة المتمثلة بالبيت وما يحيطه من حديقة أو شارع أو ما يشاهده فيها من حيوان أو نبات ولا يتجأوز احساس الطفل سوى الشعور بالبيئة المحيطة، ويمكن تسميتها بمرحلة الواقعية والخيال بالبيئة. ([67])

2- مرحلة الطفولة من (5-8) سنوات وهي مرحلة يأخذ الطفل فيها بالتطلع الى معرفة ما وراء الظواهر الواقعية، فيتخيل ان وراءها شيء ومن اجل ذلك يجنح بخياله الى سماع قصص الغيلان والاقزام وما شابهها ويمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الخيال الحر.

3- مرحلة الطفولة من (8-12) سنة: وفي هذه المرحلة تظهر لدى الاطفال غريزة حب المقاتلة والسيطرة والغلبة، ويمكن تسميتها بمرحلة المغامرة والبطولة.

4- مرحلة المراهقة من (13-19) سنة: ويبدأ فيها الميل الى القصص الغرامية وهنا يأتي دور المربي في تقديم القصص الغرامية التي ترمي الى عرض شريف حتى لا ينزلق الأطفال في قصص غرامية رخيصة.

5- مرحلة المثل العليا: وهي مرحلة ما بعد سنة التاسعة عشر، وفيها يشهد الميل الى القصص التي تصور المثل العليا ومشكلات المجتمع. ([68])

ويستفاد من هذا التقسيم في اعداد قصص الاطفال وبرامجهم التلفزيونية لأنه اعطى صورة واضحة لفكر الاطفال وخيالهم وعاطفتهم فضلا عن الجوانب العقلية.

أما بياجه فيرى ان هناك اربع مراحل رئيسة :- ([69])

1. المرحلة الحسية الحركية من الولادة وحتى السنتين : ويتصف ذكاء الطفل بأنه خال من التمثيلات والصور الذهنية، ومن ثم فانه لن يفهم من التلفزيون سوى بعض الاشارات البسيطة.

2. المرحلة ما قبل الاجرائية من سنتين وحتى ثماني سنوات: يصبح الطفل فيها قادراً على استخدام الرموز التي تمثل البيئة، وعن طريق اللغة يتمثل الطفل الأفعال محولاً إياها الى أفكار وتنمو لديه القدرة على استخدام الصور الذهنية والرموز ولكنه يبقى غير قادر بعد على القيام بالعمليات المنطقية.

3. مرحلة العمليات العيانية من ثماني سنوات وحتى 12 سنة: يكون الطفل في هذه المرحلة غير قادر على التفكير القائم على التعديل المنطقي. ويكون تفسيره قائماً على التعديل الحسي الذي يربط ماهو مادي بظواهر اخرى خارجية ويعتمد الطفل في هذه المرحلة على الصور البصرية الى حد كبير.

4. مرحلة العمليات الشكلية 12 سنة فما فوق: ويعد هذا السن بمثابة بداية التفكير المنطقي عند الطفل وفي هذا العمر يصبح تلقي الصغار للتلفزيون شبيهاً بتلقي الكبار له.

وهناك تقسيم تربوي لا يخرج بمضمونه عن التقسيمات السابقة، الا أنه يركز على فئة عمرية ويجعلها مرحلة مستقلة من مراحل الطفولة ويطلق عليها تسمية (مرحلة الطفولة الوسطى) أذ قسم التربويون مرحلة الطفولة على :- ([70])

المرحلة الأولى: (سنوات المهد):

وتمتد من الولادة حتى السنة الثانية.

المرحلة الثانية (مرحلة الطفولة المبكرة ):

وتمتد من سن (3-5) سنوات، ويطلقون عليها تسمية (مرحلة ما قبل المدرسة)، وما يميز هذه المرحلة هي الفردية واستقلالية الاطفال في مواجهة خضوعهم للاخرين، فضلاً عن النمو المعرفي كاللغة والمفاهيم كما ان الاطفال يتعلمون الارتباط عاطفياً باشخاص خارج نطاق الاسرة.

المرحلة الثالثة (مرحلة الطفولة الوسطى):

وتمتد من (6-8) سنوات ويطلقون عليها تسمية (سنوات المدرسة الابتدائية، الصفوف الثلاثة الأولى) وفي هذه المرحلة يدخل الطفل المدرسة الابتدائية ويتعلم المهارات الاكاديمية في القراءة والكتابة والحساب ... الخ، ويكتسب اتجاهاً سليما نحو الذات، وتتسع بيئته الاجتماعية عن طريق اقامة العلاقات وتكوين جماعات للرفاق، ويتعلم الاطفال المهارات اللازمة للالعاب والوان النشاط العادية ، كما يتميز باستقلاليته عن الوالدين .

4. المرحلة الرابعة: (مرحلة الطفولة المتأخرة) :

وتمتد من (9-12) سنة وهي سنوات الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، يكون الطفل قد بلغ مرحلة التفسير وهذا يشير الى ان قدرة الطفل على التفكير تنمو وفقاً لخطوط النمو العامة... ويقوم بالعمليات العينية لارتباطها بالاحداث المحسوسة وقادراً على ادراك العمليات الشكلية، أي يستند على عمليات منطقية عن طريق التجربة.

ثانياً. الأطفال والتعرض للتلفزيون

يعكس عصرنا الذي نعيش فيه عن طريق وسائل الاعلام قاطبة ولاسيما التلفزيون المعاصر ثقافة عولمة معاصرة تتشابك فيها الثقافات كافة وان حجم التأثير لثقافة شعب من الشعوب هي انعكاس موضوعي لحجم انجازات ذلك الشعب، فالشعوب المتطورة في النواحي الاقتصادية والتعليمية والثقافية وغير ذلك هي الشعوب التي تستطيع ان تؤثر عن طريق ثقافتها المنقولة عبر وسائل الاعلام عموماً والتلفزيون خصوصاً على طبيعة الثقافة المعاصرة.([71])

لقد توغلت العولمة في جوانب عديدة لانها شملت الاصعدة كافة على الرغم من انها تسعى الى ثقافة محددة في نشر أهدافها إذ انها دخلت المجال السياسي والاقتصادي والفني والرياضي وغير ذلك مما يؤثر على البيئة الفكرية للطفل العربي. ([72])

لذلك يكتسب الطفل عن طريق الرسائل الاعلامية التي تنقل عن طريق التلفزيون اضافة جديدة تضاف الى رصيده الثقافي الذي اكتسبه من واقعه الاجتماعي والمتمثل بالقيم والاتجاهات المكتسبة عن طريق المدرسة والأسرة والأصحاب والتي تكونت مجتمعة سلوكه ومواقفه في الحياة. فبفضل التلفزيون تعززت وتطورت ثقافة الطفل إذ يمكن للتلفزيون في بعض الحالات الترغيب بالقراءة أو يدفع الطفل الى البحث عن المعاني التي يجهلها في القواميس أو قراءة القصص التي يشاهدها في التلفزيون ([73])

فالطفل يولد مرتين .. إحداهما ولادة بيولوجية، والاخرى ولادة ثقافية أي الأفكار والعادات والمعلومات وأنماط السلوك المتعددة مما يشكل ثقافة الطفل.([74])

ان المعرفة الإنسانية التي تنقل عن طريق وسائل الاتصال ولاسيما التلفزيون تعمل على إغناء البنى العقلية للطفل وتوسع آفاقه المعرفية وتزوده بالحقائق والمعلومات وتشبع حاجاته ورغباته ،فالطفل يتفاعل مع المعلومات وتشبع حاجاته ورغباته بسرعة مذهلة ويتلقاها منذ ولاته ولحين بلوغه(الرابعة عشر من عمره) فتنفذ هذه المعلومات إلى سمع الطفل وفوائده وتنقش فيه نقشاً ، ويتلقن في هذه المرحلة من المعلومات ما يفوق تلقيه من العلم والمعرفة بقية عمره.([75])

وعلى الرغم مما تقدم كله فأن السلوك الثقافي الذي يقدم عن طريق شاشات التلفزيون لم يتخذ جانب التبادل والاتصال الصاعد والهابط بين دول الشمال ودول الجنوب، في الغالب ثقافة ذات اتجاه واحد من الشمال إلى الجنوب. لأنه يوثر في القيم واتجاهات وسلوك الأطفال فهم يتعرضون له بصورة مستمرة ، وان حب الأطفال للتلفزيون تتحكم به عوامل ومميزات عديدة يتمتع بها كتلفزيون وتنقل فإلتلفزيون ينقل الصورة والصوت في آن واحد وكذلك قدرته على تكبير الأشياء الصغيرة وتحريك الثابت منها ولذلك يقال إن التلفزيون اقرب وسيلة اتصال.([76])

فهو أول وسيلة اتصال جماهيري يبدأ معها الأطفال اتصالا مباشرا دون وسيط فهو يشكل في مراحل الأولى من عمر الطفل العالم السحري المحبب إلى نفسه.([77])

كما انه من أهم وسائل الاتصال ذوات القدرة العالية على استهواء الجمهور بشكل عام والأطفال بشكل خاص لما يتسم به من مميزات فنية واتصالية .([78])


ثالثاً. التلفزيون والأسرة

أصبح التلفزيون في الوقت الحاضر وسيلة ترفيهية تجذب أفراد الأسرة، فهم يفضلون تناول الطعام واحتساء الشاي أمام شاشة التلفزيون لغرض التسلية وعند غياب التلفزيون يشعر أفراد الأسرة بالحزن والاكتئاب ، وهو يشبع اهتمامات أفراد الأسرة المختلفة سواء أكانت رياضية أم علمية أم إخبارية أم برامج ترفيهية للصغار والكبار، واستناداً الى هذه المسلمات فأن التلفزيون أصبح لا يمكن الاستغناء عنه ومهما فعلنا لتجنب مشاهدته فلن نفلح بسبب حضوره الدائم معنا ولان العالم الذي نعيش فيه قد بلغ شيئا واسعاً من التعقيد مما يستدعي ان تكون بيننا وسيلة أو اداة فاعلة تحقق لنا عملية الاتصال مع العالم الذي نعيش فيه. ([79])

فمع دخول التلفزيون للمنازل واتساع المساحة الزمنية المخصصة للبث، صار بإمكان الأسرة التنقل بين القنوات المتعددة كما تشاء وعاشت في نطاق ضيق، واصبح التلفزيون ثالث الابوين، وربما أولهم ، مما يخص الطفل، ومع الاسف فان الابوين كثيراً ما يدفعان الاطفال في هذا الاتجاه تهرباً من المسؤولية الملقاة على عاتقهما، أو لالهائهم وضمان هدوئهم،وبذلك تضاف الى هذا الجهاز وظيفة اخرى هي وظيفة جليس الاطفال. ([80])

ولذلك فإن للأسرة دوراً كبيراً في تهذيب الطفل من الناحية الأخلاقية وكذلك شتى مجالات الحياة الاجتماعية والنفسية والعلمية والسياسية وما إلى ذلك فأداء الأسرة للدور الذي يوكله المجتمع إليها بشان الأطفال مرتبط بوعي الأسرة بهذا الدور بما ذلك حدود كفائتهم في تكوين أجواء نفسيه واجتماعية للأطفال ومعأونتهم على النمو ، والأسرة يعدها جماعه اجتماعية في تغير مستمر غير أن سرعة التغير الحاصل فيها اقل بكثير من سرعه تغير الإفراد بل مستمر بكثير من سرعه تغير المجتمع ولهذا قيل إن الأسرة مرتبطة بالمجتمع فهي تدعمه وتناهضه في آن واحد.([81])

فهناك من يعد التلفزيون أداة تربوية تعليمية وانه يزيد من قدرات أطفالهم فكريا وثقافيا، ويرون انه يكسب الأطفال عادات وقيما مرغوباً بها، ويذهب بعضهم الى الاعتقاد بأن التلفزيون يشكل رابطة أسرية مهمة، وانه لا يشكل خطراً يهدد قيم وتقاليد الاسرة، كما يرى البعض ان التلفزيون يشكل عامل تنظيم داخل الاسرة، فهو احد اساليب الضبط والتوجيه التربوي داخل الاسرة وفي ذلك يقول الدكتور مصطفى احمد تركي (أن الاسر تنازلت عن بعض ادوارها في التنشئة الاجتماعية للتلفزيون) لكن بعض الناس ينظرون الى التلفزيون بوصفه اداة استلاب وقهر ثقافي وتربوي، وهم يركزون على مخاطر البرامج التلفزيونية وعلى اثارها السلبية في عقول الاطفال.([82])

إن دور الآباء والأمهات يجب أن يكون كبيراً في إشباع الأطفال بالألوان الفنية كلها التي تتناسب ومستويات نموهم كي تزيد من تعلقهم ببرامجهم وتطفئ ظمأهم إلى برامج الكبار. ([83])

فالحياة الاسرية مجموعة من الوظائف والادوار والاشباعات والتفاعلات ولكي تنجح الاسرة في اداء وظائفها، وفي تأدية كل فرد من افرادها دوره ان يقوم التكامل بين افراد الاسرة في كل جانب من جوانب الحياة التي ترتبط بها. ([84])


رابعاً. التلفزيون والمدرسة :

تعد المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لكي تقوم نيابة عنه بتربية ابنائه وفق فلسفته الخاصة وتؤدي المدرسة دوراً مهما في عملية التنشئة العلمية وذلك عن طريق تدريسها المقررات العلمية وعمل التجارب امام الطفل، وعن طريق قيامها برحلات وانشطة علمية. ([85])

و من المسائل الجديرة بالاهتمام والتحليل والنقاش المستفيض هي علاقة التلفزيون بالمدرسة ولاسيما في مرحلة العولمة فالتلفزيون من أدوات التثقيف العام المشترك وهو من أكثر وسائل الاتصال تأثيرا في الوعي العام لانه على صلة مباشرة بالواقع والمجتمع ، فهو ناقل للواقع وفق أساليب متعددة باستطاعتها شد الانتباه الى برامجه بجاذبية عالية.([86])

ويميل بعض الناس الى ابعاد التلفزيون عن الحقل المدرسي المعرفي ويفضلون تقريبه من الحقل الاسري الترفيهي وعلى وجه العموم لا يربط التفاعل مع التلفزيون بأي وجه من وجوه الذكاء فاذا فهم الطفل مضمون برنامج تلفزيوني يرد ذلك لاسباب خارجية، اما اذا فهم درسا في المدرسة فيرد ذلك الى ذكائه. ([87])

ان المعلمين أو التربويين يشاطرون أولياء الامور قلقهم وهمهم بشأن ظاهرة التلفزة المنتشرة وبشأن قدرته على جذب الأطفال وإبقائهم أمامه ، وكذا بشأن توعية برامجه، ويرون ان التلفزيون أصبح مشكلة حقيقية في حياة الاطفال. ([88])

لأن الوقت الذي يقضيه الطفل في متابعة برامج التلفزيون يفوق ما يقضيه في المدرسة فاصبح التلفزيون يتحكم في أوقات الطفل مما يؤثر سلباً على تحصيله العلمي في المدرسة، وان التعرض الشديد للتلفزيون يطغى على مدة مذاكرة الطفل ومدة راحته ونومه بل وحتى طعامه مما يؤدي الى اضرار صحية ونفسية وتأخره ومن ثم عن الالتحاق باقرانه وتؤثر بعد ذلك على سلوكه في المجتمع. ([89])

فمن المعروف ان هنالك تناسباً عكسياً بين المشاهدة المكثفة للتلفزيون والتحصيل العلمي وحسب رأي علماء النفس بان المشاهدة المكثفة دليل مشاكل نفسية وتوترات انفعالية. ([90])

ومع هذا وجد أن الأطفال الذين يتعرضون للتلفزيون يكونون عند التحاقهم بالمدرسة اكثر استعدادا لفهم كثير من الموضوعات الطبيعية التي سبقت لهم مشاهدتها على الشاشة ومع هذا وذاك يظل من المهم جدا ان نعلم انه ليس المهم تزويد الأطفال بالمعلومات بل تعليمهم كيف يفكرون. ([91])

فالتلفزيون له فاعلية كبيرة كوسيلة تعليم فاذا امكن الاحتفاظ بالدافع على التعليم فان الطفل يمكنه ان يتعلم من التلفزيون كما يتعلم وجها لوجه من المعلم. ([92])

فهو وسيلة لها مظاهرها الفنية التي يمكن ان تتغلب على مشكلات الوقت والنظم والمكان والشخصيات. ([93])


خامساً. التلفزيون والسلوك الاجتماعي

منذ أن ظهر التلفزيون كوسيلة من وسائل الجماهري في مطلع الخمسينات من القرن الماضي تنبأ الكثيرون حول احتمالات تأثيره في السلوك الانسانية بما ذلك تأثيره على السلوك الاجتماعي للطفل . ([94])

فالتلفزيون يعمل على تنمية الجوانب الخلقية والاجتماعية وروح التعأون والعمل الجماعي عن طريق بعض المواد التلفزيونية الهادفة والمقدمة خصيصاً للاطفال وبث الروح الانسانية عن طريق بعض المسلسلات ذات الطابع الانساني ويمنح الثقة للطفل بنفسه وبقدرته وقدرات الجماعة بما يقدمه من قدرة الجماعة في السيطرة على الطبيعة وتسخيرها لصالحه. ([95])

إذ إن وسائل الاتصال تؤدي دورا كبيرا في عملية التنشئة الاجتماعية وأهم هذه الوسائل وأكثرها تأثيرا هو التلفزيون، إن فرضيات التأثيرات الاعلامية في التنشئة الاجتماعية للطفل موجودة وتنعكس في السياسات التي تتخذ في وسائل الاعلام ونتاجاتها ، وكذلك نلمسها في المعايير والتوقعات التي يتوقعها الآباء والأمهات في استخدام أطفالهم للوسائل الأعلامية. ويمكن أن تمنح وسائل الإعلام التنشئة الاجتماعية الصحيحة إذا قامت بنشر مواد إعلامية تتعارض والقيم الاجتماعية المتعارف عليها ويمكن أن تأخذ من جانب آخر دور المربي للمجتمع فيعلمهم القيم والمبادئ الاجتماعية بالاعتماد على مبدأ (( الثواب والعقاب)) لأنواع السلوك المختلفة وبشكل رمزي ، إن دور التلفزيون في حياة الأطفال كبير جدا ، لأنه يقدم برامجه والطفل في بيئته الطبيعية (الأسرة) إذ يكون التلقي غير مصحوبٍ بصيغ ملزمة فيكسب بذلك الأطفال انماط السلوك الاجتماعية التي تؤثر سلبا أو إيجابا في عملية التكيف الاجتماعي لدى الأطفال وعن طريق مشاهد درامية.([96])




(1) ماجي الحلواني، مدخل الى الفن الاذاعي والتلفزيوني الفضائي، القاهرة عالم الكتب، الشركة الدولية للطباعة والنشر، 2002، ص67.

(2) فائق فهيم ، الاعلام المعاصر، الريا ض، دار الوطن، 1985، ص73.

(3) جان جبران كرم، مدخل إلى لغة الإعلام، ط2، بيروت ، دار الجبل ، 1986، ص128.

(1) محمد حيدر مشيخ، صناعة التلفزيون في القرن العشرين، القاهرة،الهيئة المصرية للكتاب، 1994، ص46.

(2) محمد حسن إسماعيل، مبادئ الاتصال ونظريات التأثير، القاهرة،الدار العالمية للنشر ، 1998، ص126.

(3) كاولين ديانا لويس، التغطية الإخبارية للتلفزيون، ترجمة محمود شكري، القاهرة، المكتبة الاكاديمية، ص24.

(1) اديب خضور، دراسات تلفزيونية، دمشق،المكتبة الإعلامية، 1998 ، ص67.

(2) ملفين ل. ديفليز روكشين، نظريات وسائل الإعلام، ترجمة كمال عبد الرؤوف، القاهرة، الدار الدولية للنشر والتوزيع، 1999، ص75.

(3) نواف عدوان، الطفل والتلفزيون ، مجلة الإذاعات العربية، ع2،تونس، اتحاد إذاعات الدول العربية، 1990، ص58.

(4) احمد محمد زبادي وآخرون، أثر وسائل الإعلام على الطفل، الدار الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، 1999، ص59.

(1) نواف عدوان، التلفزيون هروب وملجأ للصغار والكبار ،مصدر سابق، ص60.

(2) فاضل عباس الكعبي، العالم والخيال في أدب الأطفال، الموسوعة الصغيرة، (454) بغداد، دار الشروق الثقافية 2001، ص35.

(3) فاروق السيد عثمان، سيكولوجية اللعب والتعليم، القاهرة،دار المعارف ، 1995 ، ص21.

(1) محمود شمال حسن، المشاهدة التلفزيونية واشكالية استثارة السلوك العدواني، مجلة الإذاعات العربية، اتحاد إذاعات الدول العربية، ع2 ، 2002، ص96.

(2) المصدر نفسه ، ص101.

(1) ادوارد ستاشيف ورودي بريتز، برامج التلفزيون.انتاجها واخراجها،ترجمة احمد طاهر، ط3،القاهرة،مؤسسة سجل العرب،بلا تاريخ ، ص66.

(2) احمد محمد زبادي وآخرون، مصدر سابق ، ص31.

(3) كرم شلبي، معجم المصطلحات الإعلامية ، القاهرة،دار الشروق، 1989، ص471.

(4) فلاح كاظم المحنه، البرامج الإذاعية والتلفزيونية، بغداد، دار الحكمة للطباعة، 1988، ص128.

(5) نواف عدوان، بعض المصطلحات الإعلامية، مجلة البحوث، بغداد،اتحاد إذاعات الدول العربية، 1988، ص32.

(6) المصدر نفسه.

(1) محمد منير حجاب ، الموسوعة الاعلامية، المجلد السابع، القاهرة، دار الفجر للنشر، 2003 ، ص489.

(2) نواف عدوان، بعض المصطلحات الإعلامية،مصدر سابق، ص32.

(3) سعد مطشر عبدالصاحب ، المضامين والأشكال الفنية للبرامج التلفزيونية في تلفزيون العراق والتلفزيون العربي السوري، دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه غير منشورة، ، جامعة بغداد، 2005كلية الإعلام، قسم الصحافة الإذاعية والتلفزيونية ، ص22.

(4) حسن عماد مكاوي، إنتاج البرامج للراديو، النظرية والتطبيق، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية ، 1989، ص154

(1) ادوارد ستاشيف ورودي بريتز ، مصدر سابق ، ص61.

(2) كرم شلبي، فن الكتابة للراديو والتلفزيون، جدة ، دار الشروق للنشر، 1997، ص82.

(3) سعود عبد الحميد دهلوي، المعايير الاحصائية الموحدة لتحليل البرامج في التلفزيونات الخليجية والعربية، سلسلة البحوث والدراسات التلفزيونية،جهاز تلفزيون الخليج،الرياض، 1983، ص14-15.

(4) مجلة الفنون الإذاعية، المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ، العدد (7) بغداد،1974 ، ص66-67.

(1) ادوارد ستاشيف و رودي بريتز ، مصدر سابق، ص62.

(1) عبدالعزيز الغنام، مدخل في علم الصحافة ، الصحافة الإذاعية، أنتاج البرامج الإذاعية في الراديو والتلفزيون ، ج3، القاهرة،مكتبة الانجلو المصرية، 1983، ص8.

(1) سعود عبد الحميد دهلوي، مصدر سابق، ص9-31.

([33]) عبد الرزاق النعاس، التخطيط الاعلامي وديناميات التخطيط البرامجي في تلفزيون العراق، بحث غير منشور،مطبوع بالرونيوم ،مقدم إلى كلية الإعلام، جامعة بعداد، 2001، ص11.

(1) أحمد سالم الهمالي، البرامج المرئية الموجهة للطفل بالجماهيرية، مجلة البحوث الإعلامية، العدد 5، ليبيا ،مركز التوثيق الثقافي والإعلامي، 1993، ص51.

(2) اسيل وليد عبد اللطيف ، العنف وبرامج الاطفال ، مصدر سابق، ص64.

(1) اسيل وليد عبد اللطيف ، برامج الاطفال في تلفزيون العراق، مصدر سابق ، ص64.

(2) عبد الرزاق النعاس، مصدر سابق، ص6.

(3) سعود عبد الحميد دهلوي ،مصدر سابق ، ص21.

(4)عاطف عدلي العبد، عينة من واقع برامج الأطفال التلفزيونية في الدول العربية، مجلة الاذاعات العربية ،ع1، تونس، اتحاد إذاعات الدول العربية، 1986، ص37.

(1) عاطف عدلي العبد، عينة من واقع برامج الأطفال التلفزيونية في الدول العربية ،مصدر سابق، ص38.

(2) ولبر شرام واخرون، التلفزيون واثره في حياة أطفالنا، ترجمة.زكريا سيد حسن، القاهرة ،الدار المصرية للنشر والتاليف، 1965، ص64.

(1) الإذاعات العربية، مجلة اتحاد إذاعات الدول العربية ، الادارة العامة، العدد (4) ، 2000 ، ص100.

(1) هاني مبارك ، البرامج الموجهة للأطفال: محاولة نقدية، مجلة الإذاعات العربية، ع (4) ،تونس، اتحاد اذاعات الدول العربية، 2005، ص85.

(1) محمد عبد الرزاق ابراهيم واخرون، مصدرر سابق، ص57.

(2) ولبر شرام واخرون، التلفزيون واثره في حياة أطفالنا ،مصدر سابق، ص64.

(3) ابراهيم ياسين الخطيب، مصدر سابق ، ص44.

(3) كافية رمضان، ماذا نكتب للأطفال ولماذا، دراسات تربوية، سلسلة ابحاث تصدر عن رابطة التربية الحديثة، المجلد 3 ، الجزء (10)، 1988، ص101.

(1) مظفر مندوب، مصدر سابق ، ص42.

(2) أمل دكاك، مصدر سابق، ص135-145.

(3) علي عباس فاضل، البرامج الطارئة في التلفزيون واساليب التخطيط لها، رسالة ماجستير غير منشورة، ، جامعة بغداد، كلية الاعلام ،قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية ، 2007 ، ص37.

(1) ادوارد ستاشيف و رودي بريتز ، مصدر سابق، ص29،

(2) المصدر نفسه ، ص68-69.

(3) نواف عدوان، الأطفال وبرامج التلفزيون، مصدر سابق ص29.

(1) نواف عدوان، الأطفال وبرامج التلفزيون، مجلة بحوث ع (18) ايلول 1986،،ص29.

(2)ماريا بنيوشوفا، افلام من اجل الأطفال وافلام عند الأطفال ، التلفزيون والأطفال ، ترجمة د. اديب خضور، دمشق ،المكتبة الإعلامية، 2003، ص8

(1) هادي الهيتي ، ثقافة الأطفال ، مصدر سابق ص108.

([57]) برامج الاطفال في الراديو والتلفزيون، حلقة دراسية بإشراف اتحاد إذاعات الدول العربية، القاهرة، دار الكتب 1972، ص334.

([58]) ميكاليل، التلفزيون والبرامج الموجهة الى الاطفال ،ترجمة واعداد اديب خضور، دمشق،المكتبة الاعلامية،2003، ص72.

(2) نواف عدوان، الأطفال وبرامج التلفزيون، مصدر سابق ، ص31.

(1) فاروق عبد الحميد اللقاني،مصدر سابق ، ص261.

(2) حامد عبد العزيز الفقي ،مصدر سابق ، ص17.

(3) امل دكاك، مصدر سابق، ص128.

(1) اماني عمر الحسيني ، الاطفال والمجتمع اطفال في ظروف صعبة ووسائل اعلام مؤثرة، القاهرة، عالم الكتب، 2005، ص25.

(2) اسيل وليد عبد اللطيف، برامج الأطفال في تلفزيون العراق ،مصدر سابق ، ص26.

(3) فاروق عبد الحميد اللقاني، مصدر سابق، ص263.

(4) اسيل وليد عبد اللطيف، برامج الأطفال في تلفزيون العراق ،مصدر سابق، ص26.

(1) عبد الفتاح ابو معال، ادب الاطفال، دراسة وتطبيق ، بلا دار نشر، 1988، ص22.

(2) هادي الهيتي، أدب الاطفال ، فلسفته، فنونه، وسائطه ، بغداد، وزارة الثقافة والاعلام، 1978، ص38.

(1) فادية حطيط، تنمية معارف الطفل بين المدرسة والتلفزيون، مجلة الاذاعات العربية، ع (4)، تونس،اتحاد اذاعات الدول العربية، 2005، ص93-94

(2) سعود مالك كنعان الصديد، مصدر سابق، ص49-50.

(1) ماجي الحلواني، مفهوم الثقافة التلفزيونية، مجلة الاذاعات العربية ، عدد (2) ، تونس اتحاد اذاعات الدول العربية، 2005، ص17.

(2) عبد الباسط سلمان، عولمة القنوات الفضائية، القاهرة ، الدار الثقافية للنشر، 2005، ص113.

(3) نواف عدوان ،الاطفال وبرامج التلفزيون ، مصدر سابق، ص29.

(4) هادي نعمان إلهيتي ،الإعلام والطفل ، الاردن،دار اسامة للنشر والتوزيع ،2008،ص 71.

(1) مصطفى بغداد، قضايا التربية والتعليم في الوطن العربي، الموسوعة الصغيرة،بغداد، دار الشؤون الثقافية العراقية ،1986 ص 645.

(2) اسماء الراوي. دور برامج الاطفال في القنوات الفضائية العربية المتخصصة في تثقيف الطفل العربي، جامعة بغداد، كلية الاعلام، 2006،ص70.

([77])Unsco the effect of T.V of children of adolescent reports of paper mass communication n.43. 1964.p48

(4) فلاح كاظم المحنة، مصدر سابق، ص128.

(1) محمود شمال حسن، مصدر سابق ، ص96.

(2) اديب عقيل، مصدر سابق.

(1) هادي الهيتي ، الإعلام والطفل، مصدر سابق ، ص83، 84.

(2) اديب عقيل ، مصدر سابق . www.alnabaa.org

(3) ابراهيم ياسين الخطيب واخرون، مصدر سابق، ص65.

(4) محمد عبد الرزاق ابراهيم واخرون، مصدر سابق، ص184.

(1) امل دكاك، مصدر سابق، ص136.

(2) المنصف وناس ، التلفزة ليست الصربون : علاقة المدرسة بالتلفزة في مرحلة العولمة ، مجلة الاذاعات العربية،ع(2)،تونس، اتحاد إذاعات الدول العربية ، 2005، ص34.

(3) فادية حطيط، مصدر سابق، ص93.

(4) ديفيد انجلاند، التلفزيون والتربية الاطفال، ترجمة ومحمد عبد العليم، السعودية، مكتبة الرياض، ص34.

(1) اسماء الراوي، مصدر سابق، ص69.

(2) نواف عدوان، الاطفال وبرامج التلفزيون، مصدر سابق، ص26.

(3) هادي الهيتي، الاعلام والطفل ، مصدر سابق ، ص13.

(4) ولبر شرام واخرون، التلفزيون واثره في حياة اطفالنا ، مصدر سابق، ص142.

(5) ابراهيم ياسين الخطيب واخرون، مصدر سابق ، ص67.

(1) هادي نعمان الهيتي، الإعلام والطفل ، مصدر سابق ، ص108.

(2) امل دكاك، مصدر سابق ، ص148.

(3) هادي نعمان الهيتي، الاعلام والطفل، مصدر سابق، ص84.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق